الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، التاريخ سيضعه فى مرتبة أعلى من أى منصب بما فيها منصب رئيس الجمهورية، شاء من شاء وأبى من أبى، فالتاريخ سيضعه فى مصاف المنقذين لمصر، مثل الملك منتحوتب الثانى مؤسس الدولة الوسطى، والذى استطاع أن يسيطر على الفوضى ووحد البلاد، بعدما تمزقت أواصرها عقب ثورة بيبى الثانى، ثم أحمس مؤسس الدولة الحديثة، وقاهر الهكسوس، والثالث هو محمد على الذى أنقذ البلاد من أتون التشرذم والفرقة والتخلف والجهل، وأخيراً الزعيم جمال عبدالناصر «منصف الغلابة».
السيسى وبما يملكه من مقومات كبيرة فى فن الإدارة، والرؤية، وقراءة الواقع على الأرض، فإنه يصبح فى مصاف المجددين والمُخلصين، وأن وظيفته الرئيسية ليست رئاسة مصر فى هذه المرحلة فقط، وإنما وظيفته المحورية، هى إنقاذ مصر من خطر العودة إلى عصور الظلام على يد مشروع الجماعة الإخوانية الإرهابية، والقضاء على كل أمراض الضعف والترهل التى أصبحت كالسرطان ينهش فى العمود الفقرى لكل المؤسسات المصرية، على اختلاف تنوعها الإدارى ومسمياتها.
معركة الفريق عبدالفتاح السيسى أيضاً، هى الدفع بمصر لاسترداد استقلال القرار الوطنى، من جديد بعد سنوات طويلة كان قرارنا يأتينا من البيت الأبيض، وأصبحنا تابعين، ونؤمر فنلبى دون تفكير أو تدبير، وهو الأمر الذى سيزعج الولايات المتحدة الأمريكية، ويحبط مخططاتها الشيطانية فى تقسيم وتقزيم الوطن العربى وفى القلب منه مصر، بحيث يتحول إلى دويلات صغيرة وهشة، ومتصارعة فيما بينها.
ولمواجهة ذلك بدأت أمريكا فى الاستعانة بسيناريو مخطط (أوميجا) من مخازن الماضى، وطرحه بقوة الآن فى مواجهة الفريق عبدالفتاح السيسى، وهو المخطط الذى وضعه الرئيس (أيزنهاور) لكسر أنف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عقب العدوان الثلاثى على مصر.
مخطط (أوميجا) بدأ حينذاك عندما اتفق الرئيس الأمريكى الأسبق (أيزنهاور) مع أعضاء مجلس الأمن القومى، بضرورة اتخاذ تدابير قوية ضد الرئيس جمال عبدالناصر، والذى خرج عقب فشل الغزو الثلاثى على مصر، أكثر قوة وشعبية، ولم تفلح نهائيا كل محاولات تأليب الشعب المصرى ضده، لذلك قرروا توجيه ضربات له، من خلال خطة محكمة أطلق عليها (خطة أوميجا).
هذه الخطة تحاول أمريكا حالياً تطبيقها لمواجهة السيسى، ذى الشعبية الجارفة فى مصر، باتخاذ التدابير المتشددة ضده وعرقلة مسيرته فى وضع مصر فى مسار الاستقلال الوطنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة