المساحة التى اختارتها راندا شعث فى معرض «شوف»، لها علاقة بالموسيقى والغناء، لأسباب قديمة وعائلية كما كتبت، ولأن الثورة فتحت أبواب التعبير عن النفس، اقتربت بالكاميرا إلى دينا الوديدى وياسمين البرماوى وشيرين عبده، إلى آلاتهن ولحظات الانتظار والتحفز والدوزنة ومواجهة الجمهور، هى ليست معهن كموسيقيات فقط، هى معجبة بفتيات حققن حلمها القديم، بعيدا عن الفلاشات التى تطارد النجوم.
هن يعبرن عن معنى عذب، حققته الثورة فى شوارع القاهرة والإسكندرية والزقازيق، تريد أن تكون شاهدة على شجاعتهن ورقتهن، جورج محسن وصمويل محسن اختارا شخصية روبير الرجل البسيط المولود فى القاهرة لأم أرمينية وأب كلدانى سنة 1942، هو يعمل فى مدرسة «دى لاسال» فى الظاهر، أمسكا به وهو يتمم على الزمن، أمسكا بروحه الطيبة وابتسامته الطفولية، فى غرفة الطباعة، فى المواصلات العامة، فى الكنيسة، فى بيته، مع التلاميذ، ستشم رائحة قديمة للقاهرة، صبرى خالد تتبع أحزان الفقد، التقط نظرات موجعة من وجوه أهالى كثيرين، ممن كتبوا فى دفاتر الحكومة تحت مسمى «شهداء»، انحاز لآلام الأهل والأصدقاء، ولم يشغل باله بنوع الجناة، وضعك فى عزاء أسطورى، تتقدمه النساء والصور التذكارية، ونظرات استسلام وتحدى، على هزاع وثق حالة الأسوار التى عاقت حالة الارتجال، جعلك تستدعى حالات الكر والفر التى لم تكن متأكدا من جدواها، صور الحياة وهى محاصرة، ومع هذا توجد صلاة ويوجد عمل.
هبة خليفة اختارت أن تنظر إلى عينيك، لتواجهك بالأسئلة القديمة والأفكار السوداء والأقدام العارية، زياد حسن اختزل ثلاث سنوات فى صناعة العرائس التى شاركت فى الاحتجاج، ثلاث سنوات من الغضب والألفة والعذوبة.. معرض «شوف» هو بالفعل قصص مصورة يجمعها حزن شفيف.. ويستحق أكثر من ذلك.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة