محمد الدسوقى رشدى

لا عودة للوجوه القديمة!

الأحد، 19 يناير 2014 11:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إقرار واقع:
(قال الفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، فى تصريحات أثناء اجتماع مجلس الوزراء، إنه يرفض تمامًا عودة «الوجوه القديمة» إلى الساحة السياسية، وإن مصر لن تعود إلى ما قبل ثورة 25 يناير).
انتباه.. الفريق يتكلم بلسان الشباب والقوى الثورية الذين يتهمهم الإعلام ورموز 30 يونيو بالهرطقة الوطنية، والخيانة والخضوع للرغبات الإقصائية.. هل سيتقدم أحدكم لاتهام الفريق السيسى بالإقصاء؟
انتباه.. الفريق يتكلم بنفس لهجة الشباب الحازمة، والرافضة لعودة الأمور إلى ما قبل 25 يناير، وهى اللهجة التى يعتبرها الإعلام ورموز 30 يونيو مراهقة ثورية.. هل يجرؤ أحدكم على اتهام الفريق السيسى بالمراهقة السياسية؟
انتباه.. الفريق يتمسك مثله مثل الشباب بوصف ما حدث فى 25 يناير بالثورة، والإعلام ورموز 30 يونيو يصفون 25 يناير بالمؤامرة والهوجة والنكسة، ويتهمون المؤمنين بأن 25 يناير ثورة حقيقية بالخيانة والعمالة أو قلة الوعى السياسى.. هل يملك أحدكم شجاعة اتهام الفريق السيسى بخيانة الوطن، وتلقى تمويلات أجنبية لمجرد إعلانه الإيمان بأن ما حدث فى 25 يناير ثورة حقيقية مثلما تفعلون مع الشباب؟
(1)
لا إجابة عن كل ما سبق من أسئلة، هم أجبن من أن يفعلوا ذلك، هم أجبن أن يهمسوا حتى باستنكار تلك التصريحات الصادرة من الفريق السيسى رغم أنهم يصرخون علنًا بخيانة قائليها من الشباب وغيرهم.. هم أجبن من أن يتهموا عمرو موسى بالانضمام للطابور الخامس بعد تصريحه بخصوص ضرورة عودة الإخوان للمشهد السياسى، رغم أنهم يضعون كل قائل بهذه العبارة من الشباب أو الكتّاب أو السياسيين على رأس قوائم الطابور الخامس، المتهم بخيانة مصر، والعمل لصالح الجماعة الإرهابية.
لا تنتظر منهم إيمانًا أو امتثالًا لتصريحات الفريق السيسى.. سيسير الرجل بتصريحاته إن كان مؤمنًا بها فعلًا فى طريق، ويسيرون هم فى طريق محاربتها، ولكن فى السر لأنهم أجبن من المواجهة، ولأن الناس لم تنسَ حفلاتهم لنفاق الرجل بعد.
ومع ذلك يبقى السؤال: هل كان الفريق السيسى مؤمنًا حقًا بتصريحاته عن عدم عودة الوجوه القديمة، وبأن 25 يناير ثورة لا يجوز العودة إلى ما قبلها؟.. تعال نبحث عن إجابة.
(2)
- الكلام عن عدم عودة الوجوه القديمة «رموز نظام مبارك الفاسد» للمشهد السياسى جميل، لكن الأجمل منه العمل بإخلاص على الخلاص من ممارسات النظام القديم، وتطهير أجهزة الدولة ومؤسساتها من فيروسات عصر مبارك من حيث الأداء والأشخاص.
- الكلام عن عدم العودة إلى ما قبل 25 يناير ربما يصبح مقبولًا أن نسمعه على لسان نائب رئيس الوزراء لو نجح فى إقناع حكومته بأن تكف عن ممارستها التى لا تختلف كثيرًا عن ممارسات حكومات عصر مبارك، بداية من اعتقال كل من فكّر أن يقول لا للدستور، مرورًا بالتصريحات الوردية المنفصلة عن الواقع، انتهاءً بتسخير الإعلام الرسمى وقبول تطوع الإعلام الخاص بالتطبيل إلى كل همسة رسمية تصدر عن الدولة حتى ولو كانت كارثية.
- الكلام عن الإيمان بأن ما حدث فى 25 يناير ثورة، جميل ورائع، لكن الأجمل والأروع منه أن تظهر الحكومة التى ينتمى إليها الفريق السيسى «العين الحمرا» لكل من تسول له نفسه من رجالها أن يصف ما حدث فى 25 يناير أنه هوجة أو نكسة أو خيانة، مثلما فعل وزير التموين.
- الوعد بعدم عودة الوجوه القديمة ربما يصبح قابلًا للتصديق لو سمعنا أو شممنا رائحة استنكار لحملات جبهة «مصر بلدى» المتخمة ببقايا العهد البائد، أو لفت انتباهنا حرص الحكومة والفريق على منع أو تفادى كل الوجوه التى كانت تكتب عن حكمة مبارك وعظمته، ثم بدأت الآن تكتب عن حكمة الفريق وعظمته.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة