فى المشاهد الإخوانية لعام 2013 والتى تحدثت عنها أمس وأستكملها اليوم، تؤكد جميعها أن جماعة الإخوان كانت قد حسمت أمرها فى هذا العام على أن بقاءها فى الحكم سيبقى على عضلات كوادرها، فلا برنامج وطنيا مطروحا تستطيع من خلاله جذب الجماهير إليها، ولا هى تفتح آذانها إلى أى مبادرات جادة للالتحام الوطنى.
كانت الجماعة وعشيرتها تفعل كل يوم ما يؤدى إلى تقسيم الشعب المصرى والصدام مع كل فئاته، خذ مثلا قضية اختطاف الجنود السبعة فى سيناء وكيفية تعامل مرسى معها، فبينما كان الرأى العام يقف على أطراف أصابعه باعتبار أن هذا الفعل يمس سمعة الجيش المصرى، كان مرسى يوجه نداءاته بأن يتم تحرير الجنود بسلامة المتورطين فى عملية الاختطاف أيضا، ولأول مرة نرى رئيسا لمصر يساوى بين الجلاد والضحية، وبلغت السخافة مبلغها، حين زفت جماعة الإخوان وعشيرتها خبر تحرير الجنود بوصفه من إنجازات مرسى العظيمة، ولم تسأل الجماعة نفسها عن أن الكرامة الحقيقية فيما حدث ليست فى تحرير الجنود فقط، وإنما فى الوصول إلى هؤلاء الذين ارتكبوا هذا الجرم.
فى المشاهد أيضا قصة مقتل الضابط محمد أبوشقرة، الذى كان فى مهمة سرية فى سيناء حول هذه القضية، وفجأة تم اغتياله بطريقة وحشية، كان ذلك بمثابة رسالة مبكرة إلى من يعنيهم الأمر فى حالة عزل مرسى، وتعنى أن سيناء أصبحت مستباحة، وتحت سيطرة الإرهاب الذى ترعاه الجماعة ورجلها فى قصر الاتحادية، وأنها ستشهد برك الدم، فى حال تركها للحكم، ومشاهد الإرهاب فيها بعد عزل مرسى كانت دليلا دامغا على ذلك.
لم يكن اختيار نهج الإرهاب مقتصرا على سيناء فقط، وإنما بالعودة إلى اعتصام رابعة العدوية الذى بدأ قبل 30 يونيو بأيام، لو دققنا فى مشاهده منذ بدايته، سيستوقفنا مشهد الاستعراض الذى قام به أعضاء الجماعة فى صباح أحد الأيام، كانوا يحملون العصى والشوم وأشياء أخرى، ويؤدون دورهم الإرهابى فى صفوف متراصة وبحركات أشبه بالتدريبات العسكرية، كان المشهد دليلا قاطعا على نهج الميليشيات فى الحروب الأهلية ويقصد به بث الرعب فى قلوب الآخرين، وكان تأكيدا من الجماعة للآخرين بأنها لن تتوانى لحظة واحدة فى مواجهة معارضيها بما تحمله من عصا وشوم وأسلحة بيضاء، وأن كل شىء مستباح لديها فى سبيل المحافظة على كرسى الحكم الذى اختطفته فى الانتخابات الرئاسية.
يقودك هذا المشهد إلى حقيقة أخرى وهى نهج «القطيع» الذى تسير الجماعة عليه، وتربى كوادرها فى ظله، وبناء عليه تبقى فى حالة خصام دائم مع كل من يعارضها، على أن يكون الإرهاب هو وسيلتها فى التعبير عن رأيها.
فى المشاهد سنجد مواصلة الجماعة لخطاب «المظلومية» الذى احترفته منذ تأسيسها عام 1928 مرورا بكل محطاتها التاريخية، فهى تكذب وبإفراط فى حصد عدد ضحاياها، حيث تضرب الرقم الحقيقى فى ألف وأكثر فى كل مواجهاتها، هى تتحدث مثلا عن أن عدد ضحاياها فى مواجهاتها مع جمال عبدالناصر يصل إلى ربع مليون، وتلك كذبة عظيمة فلا هم وصلوا فى تاريخهم التنظيمى إلى هذا العدد، ولا هم يقولون الصدق أبدا على الرغم من أنهم يعطون لأنفسهم حصانة التحدث باسم الدين، وفعلوا ذلك فى حصد ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية الذى لم يكن آلافا كما يزعمون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة