يقول تحالف دعم الشرعية، إن الكيل قد طفح، وأن غضب شباب الإخوان والتيارات الإسلامية بلغ ذروته، وأن السيطرة على الشباب وغضبهم أمر يندرج تحت بند المستحيل الرابع، وبالصوت والصورة عبر شاشة الجزيرة وشاشة رابعة، أن الدفاع عن الشرعية ورد عدوان الإنقلابيين أهم من حرمة الدماء وشعارات السلمية التى لم تؤت ثمارها..
شباب الإخوان يتداولون فيما بينهم بيان من 7 مطالب نشره وطالب بتنفيذه القيادى الشاب والمذيع فى قناة مصر 25 سابقا والجزيرة وأحرار 25 حاليا، ويدعو البيان صراحة إلى قتل رجال الشرطة فى الشوارع، ودبح أى مواطن يعترض طريق الإخوان أثناء مظاهرات 25 يناير القادمة، ويطلب البيان من تحالف دعم الشرعية، أن يعلن صراحة عن انتهاء زمن المواجهات السلمية مع الإنقلابيين.
الكلام السابق يحمل نبرة غضب وتطرف وانتقام من المجتمع الذى أزاح مرسى عن كرسى الرئاسة، أنت تراه هكذا، وأنا أراه فضحا وتعرية جديدة لتلاعب الإخوان بالدين.. وتعال أقولك إزاى؟!!
اقرأ لكى تفهم أن كل شىء عند هؤلاء قابل للبيع والتشويه من أجل الحفاظ على مكاسبهم، وحشد أتباعهم وأنصارهم حتى ولو كان ذلك بالقول الحرام.. وقولهم فى هذه المرة أصاب أول ما أصاب رسول الله الكريم، وشوه كل المواقف التى كنا نستخدمها فى الماضى للتدليل على رحمته وعظمته وسماحته.
- إن النبى - صلى الله عليه وسلم - الذى عفا عن أهل مكة فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، هو الذى حدد أناساً بعينهم فقال: اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة.
- وأن النبى الذى احتمل إيذاء أهل الطائف لما ذهب لدعوتهم، وقال: لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئاً، هو الذى قال لمشركى قريش لما غمزوه واستهزأوا به، وهو يطوف بالبيت: لقد جئتكم بالذبح.
-وأن النبى الذى احتمل جهل الأعرابى وأعطاه وزاده لما جذبه بردائه وقال: أعطنى فإنه ليس مالك ولا مال أبيك، هو النبى الذى نصح رجلاً يجالسه فقال: كل بيمينك فرد الرجل: لا أستطيع، ما منعه الكبر، فدعا عليه: لا استطعت.. فما رفعها إلى فيه.
- وأن النبى الذى عفا عن رجل استل سيفه وجاء ليقتله وهو نائم، هو نفسه النبى الذى أمر علياً أن يضرب عنق أبوعزة الجحمى الشاعر بعد أن انطلق يؤلب القبائل عليه.
- وأن النبى الذى أعطى الأمان لأهل الذمة، وأسقط عمن لا يستطيع منهم الجزية، هو الذى أقر الأعمى لما قتل اليهودية التى خاضت فى النبى مرات وكان ينهاها فما انتهت.
انتهى ما سرده شباب الإخوان والتيار السلفى من وقائع أرادوا من خلفها أن يحشدوا أنصارهم تحت شعار «الرسول كان يقتل ويعذب خصومه والمخالفين معه»، وقبل مناقشة مدى صحة هذه الوقائع من عدمها، دعنى أخبرك أن الكارثة الكبرى فى عقول أصحاب اللحى الذين اجتزأوا هذه الوقائع من سياقها التاريخى والسياسى والدينى، وقاموا بلى عنق الأحداث والأحكام ليصنعوا مقارنة غير طبيعية، تخدم مصالحهم، حتى ولو كان فى هذه المقارنة ظلم لأشرف الخلق أجمعين.
وحاول أصحاب هذه المقارنة الخبيثة الذين استحلوا الطعن فى سمعة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، أن يبرروا فعلتهم، فقالوا فى نهاية رسالتهم: «الرحمة فى غير موضعها ضعف ومضرة وأن الإسلام يقابل الجهل بالعفو ولكنه لا يقابل الكبر إلا بالسيف، وقديماً قالوا: ووضع الندى فى موضع السيف بالعلا *** مضر كوضع السيف فى موضع الندى».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة