فى أواخر سبتمبر من العام 2011 استضاف الفنان المصرى العالمى «خالد النبوى» النجم العالمى «شون بين» فجاء صاحب التاريخ الفنى «الأنصع» من بين نجوم هوليود إلى ميدان التحرير وصحبته كاميرات الفضائيات والصحف العالمية أينما حل، وسجلت بعين الرضا زيارة «شون بين» التاريخية لميدان التحرير، وحصلت منه على تصريحات صحفية غاية فى الأهمية بالنسبة لنا، فشون بين أكد على أن ميدان التحرير أصبح رمزا عالميا كبيرا، وأن مصر تعيش حالة من الأمان الروحى الكبير، مشجعا بتلك الزيارة كل من يريد أن يأتى إلى مصر ويمنعه الخوف، وفاتحا الباب أمام انتعاشة نسبية فى السياحة، وأذكر وقتها أن قنوات الفتنة الإسلامية هاجمت هذه الزيارة، وادعت فى تقاريرها المسمومة على هذا الفنان العالمى الفذ، واتهمته بأبشع التهم، كما أدعت بعض قنوات الخبل العقلى أنه جاسوس صهيونى ماسونى، ونسيت هذه القنوات أن «بين» بشحمه ولحمه هو بطل فيلم «اللعبة العادلة» الذى يهاجم فيه الولايات المتحدة الأمريكية ويكشف كذبها وزيف إعلامها، كما يفضح المؤامرة العالمية الكبرى التى استهدفت التنكيل بشعب العراق ما بين قتل ونفى وتشريد.
الدلالة هنا ليست فى هذا التناقض الواضح ولا فى الانتقاء المغرض، لكنها تكمن فى الكشف عن طريقة تفكير هذه النوعية من البشر، ومعاييرهم فى الحكم على الشخصيات والوقائع، وهو الأمر الذى أجده الآن فى الحملة التى يشنها حزب مصر القوية على نتائج استفتاء الدستور، مشككا فى هذه النتائج، ومحاولا أن يلقى بالاتهامات جزافا على نتائج أكبر استفتاء فى تاريخ مصر، مدعيا أنه لو جرى استفتاء على كتاب سماوى فلن يحصل على نسبة تأييد تقارب ما حصل عليه الدستور، ولست أرى فى هذا الأمر سوى تشويه فارغ متعمد لتلك الفرحة الشعبية العارمة بدستور الثورة.
فى الحقيقة فإن من ينظر تصريحات أبوالفتوح يجدها سليمة مائة فى المائة لكنها تنتمى إلى تلك النوعية من الكلمات التى وصفها الإمام على رضى الله عنه حينما رد على مقولة الخوارج «لا حكم إلا لله» فقال «كلمة حق يراد بها باطل»، فكلمة أبوالفتوح أيضا «حق» يراد به باطل، وذلك لأنك مثلا لو أجريت استفتاء على القرآن الكريم، فلن يحصل على تأييد %98 من الشعب المصرى، وذلك لأن مصر بها مسيحيون ويهود وبهائيون وملحدون، لكن من المؤكد أن القرآن الكريم سيحصل على نسبة %100 تأييدا إذا ما كان الاستفتاء بين المسلمين فحسب، وبناء على هذا لا أرى عجبا فى أن يحصل الدستور على هذه النسبة العالية من التأييد لأن الاستفتاء كان بين المصريين فحسب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة