كيف تحول الربيع العربى إلى دم وعنف، وكيف تسربت آمال الشعوب فى الحرية وتحولت إلى صراع ودم؟، جزء من الإجابة يأتى من تأمل الظهور المتوالى لتنظيم القاعدة وأمراء الإرهاب، وكيف أصبحت الرابح الأول من الربيع العربى؟!
تنظيم القاعدة الذى لا يكف عن مهاجمة أمريكا وتهديدها بينما يواصل قتل المدنيين العرب والمسلمين بحجج طائفية، وكأنه يدفع المواطنين للاختيار بين الدم أو الاستبداد، والكلمة الأخيرة المنسوبة لأيمن الظواهرى رجل القاعدة وهى كلمة يبدو فيها سعيدا بحجم الخراب والدمار الذى سببه تنظيمه فى العراق وسوريا ومصر، ويرى أن تنظيمه من حقه أن يحصل على جائزة الربيع العربى بدولة إرهابية.
الظواهرى فى كلمته المعروضة على موقع داعش، ونقلتها «سى. إن. إن» يرى أن «الدولة الإسلامية» فى العراق والشام لا تزال قوية وتوجه الضربات القاصمة للأهداف الأمريكية والإيرانية، مع أن أحدا لا يرى سوى أن القاعدة تواصل قتل العراقيين والسوريين والمصريين والليبيين، وتتفنن فى كل الاستعراضات الدموية، لدرجة حولت الربيع الثورى فى سوريا إلى خريف دم، دفع السوريين المعارضين للأسد والراغبين فى إزالته يفضلون حكم الأسد على إرهاب داعش والقاعدة، الأمر نفسه فى العراق التى بدا أن غزوها كان فقط من أجل منح القاعدة جواز مرور أمريكى لصنع الفوضى.
الظواهرى يرى أن دولته الإسلامية «فى العراق والشام.. تحظى بالتأييد الشعبى، ويطلب الظواهرى دولة فى العراق، لا يهمه أن التفكيك يدمر العراق والوحدة الإسلامية، وككل زعماء الخراب الإستراتيجى يتحدثون عن دولة إسلامية تعيد دولة الخلافة المنتظرة. وكأن دولة الخلافة لا تقوم إلا على الدم والخراب وتدمير وتفكيك الدول وتحويلها إلى دويلات تحت إدارة أمريكية تسهل السيطرة على النفط.
يبدو الظواهرى هو الداعم الرئيسى لأى مخطط تفكيكى أو فوضوى تريده أمريكا، وربما لهذا توقفت أمريكا عن مطاردته، وتسمح له بمهاجمتها هجوما نظريا، وتهديدها بلا فاعلية، بينما رجاله يعملون واجبهم فى قتل الأبرياء وإفساد أحلام الشعوب فى الحرية، بل وربما يدعمون الأنظمة الاستبدادية.
ولا مانع من أن يظل الظواهرى يلعب دور النجم التليفزيونى، يخرج ليهدد ويتوعد أمريكا ثم تقع تفجيرات فى العراق أو فى سوريا، وليبيا ومصر، وهى عمليات ممولة بالكامل، حيث تحولت القاعدة وفروعها إلى مرتزقة تنفذ ما هو مرسوم لها، ترفقه بخطاب عن الخلافة والدولة الإسلامية التى لا تتجاوز دولة لقتل المدنيين، وتهديد أمريكا، وفى النهاية فإن القاعدة بشعبها وأسمائها تربح من الربيع العربى، وتدفع الشعوب للبحث عن دعم للاستبداد.
وقد سبق للظواهرى أن اعتبر فى مقالته «خطط ما بعد الثورة» «أن الثورات والمظاهرات السلمية، التى تُطيح بالديكتاتوريات؛ ما لم تجلب الإسلاميين لحكم البلاد، يكون استخدام العنف أمرا إلزاميا، وهو ما نراه الآن، حيث يطرح الظواهرى خطابا فى الشكل ضد أمريكا وفى الموضوع مع أهدافها، ليكون الإرهاب المرتزق، هو الرابح من ربيع عربى، حتى ولو على حساب خراب عربى شامل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة