من يقف وراء حملات التشويه والهجوم السافر على حمدين صباحى؟ وما هو الهدف والغرض الخبيث من هذه الحملات المنظمة والممنهجة للقتل المعنوى وإطلاق رصاصات الزيف وتلويث السمعة السياسية على مناضل له سمعته الوطنية وتاريخه النضالى منذ السبعينيات وحتى الآن؟
لماذا حمدين تحديدا الذى تمارس ضده فى الأسابيع والأخيرة كل الأباطيل والزيف السياسى من خلال ذات الوجوه الإعلامية والسياسية التى كانت تطل علينا أيام مبارك وتوارت قليلا بعد سقوطه ثم عادت وبشراسة لتطل من جديد بعد 30 يونيو ومحاولة إعادة إنتاج ما ثار عليه الشعب فى 25 يناير وإطلاق حملات المباخر والنفاق السياسى الرخيص التى كانوا يجيدون صناعتها أيام مبارك ونظامه التى أدت إلى الإطاحة به فى النهاية بعد أن عزله المنافقون و«المطبلاتية» عن هموم الشعب ومشاكله طوال 30 عاما الذين لا يملون أبدا عن العزف المتواصل للنفاق والتملق للحكام والسلاطين فى كل العصور ودفع كل ذنب وخطأ عنهم وتشبيههم بالأنبياء والصديقين بل وبأنصاف الإله مثلما فعل الحسن بن هانئ مع الخليفة المعز لدين الله الفاطمى عندما نافقه بصورة تجاوزت المعقول واللامعقول بمدحه فى قصيدة شهيرة «شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار».
هذه الحفنة من المنافقين الآن يفسحون الطريق لصناعة ديكتاتور جديد على حساب شرفاء ومناضلين حقيقيين فشلت أنظمة السادات ومبارك والإخوان فى النيل من سمعتهم وشرفهم السياسى والشخصى ويتصورون أن قتل حمدين معنويا وسياسيا سيخلى لهم وجه الرئيس القادم والالتفاف حوله والسيطرة عليه مثلما فعلوا مع مبارك.
أتصور لو كان كل هذا التشويه وممارسة فعل الزيف والباطل ضد حمدين من أجل إفساح الطريق لترشح الفريق عبدالفتاح السيسى، فهذا بالتأكيد لن يرضى عنه وزير الدفاع الذى لم يتخذ حتى الآن قرارا بالترشح للرئاسة لأن الهجوم على حمدين وتشويه تاريخه ونضاله الوطنى ليس فى مصلحة أحد سياسيا وأخلاقيا وضد المصلحة الوطنية بعد ثورتين شعبيتين ودستور جديد للمستقبل، فالديمقراطية الجديدة التى نصنعها الآن تتطلب احترام قواعدها دون تجريح وتشويه وتلويث سمعة من المناضلين والشرفاء. وربما تأتى هذه الحملات المتكاثرة بنتائج عكسية تضر بصاحبها على طريقة الدب الشهير الغبى الذى قتل صاحبه دون أن يقصد.
حمدين اعتاد على مثل هذه الحملات منذ أن واجه السادات طالبا فى السبعينيات وعارض مبارك وسجن عدة مرات طوال 3 عقود ثم نظام الإخوان حتى زواله، وخرج منها كلها مناضلا وطنيا شريفا.