إلى صديقى وأخى الإعلامى الكبير جابر القرموطى، أكتب إليك بعدما شاهدت حلقة أمس الأول من برنامجك الرائع «مانشيت»، وكنت كعادتك متميزاً فى عرضك لأخبار الصحف ومانشيتاتها ومقالات كبار الكتاب، وتناولك للموضوعات التى تهم المواطن المصرى الغلبان، والذى لا يهمه المهاترات اليومية التى نكتبها حول ما حدث فى يناير أو يونيو وما تلاهما من أحداث، وجل همه هو لقمة العيش التى كاد أن يحرم منها بعد التدهور الاقتصادى والأخلاقى الذى صاحب أحداث يناير وبعدها يونيو.
وهو للأسف ما كنا نخشاه ونحذر منه خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يجعلنى أرفض وصف ما حدث فى يناير أو يونيو على أنهما «ثورة»، واكتفيت بوصفى لهما بأنهما ليسوا أكثر من «هوجة» للإطاحة بأنظمة فاسدة، تجسدت فى نظامى مبارك وأعوانه، ومرسى وإخوانه، وللأسف بقى الوضع كما هو ولم يستفد مما حدث سوى عدد قليل ممن تصدر المشهد فى ميدان التحرير، وعلى الفضائيات، أما أغلبية شعب مصر فلم يستفيدوا شيئاً مما حدث، سوى تقسيم المجتمع، فعقب أحداث يناير اعتقد بعض الشباب أنهم فوق النقد، وأنهم نخبة، وتعالى أغلبهم على الشعب الغلبان، وتكرر الأمر نفسه عقب أحداث يونيو، ونسى هؤلاء جميعاً فضل شعب وجيش مصر عليهم، الذى لولاهما ما نجحنا فى الإطاحة بمرسى أو مبارك.
صديقى الغالى «جابر القرموطى».. هذا هو المشهد الذى جعلنى لا أؤمن فى كل هذه المراحل إلا بجيش مصر، الذى لولاه لتحولنا إلى سوريا، أو ليبيا، أو عراق آخر، وهو ما جعلنى ناقماً على كل شاب سواء إخوانياً أو ليبرالياً أو عضواً فى حركات مثل 6 إبريل أو الاشتراكيين الثوريين، خرج يهتف بسقوط جيش مصر مستخدماً شعار العملاء والطابور الخامس، وهو «يسقط يسقط حكم العسكر»، هذه المجموعات الشبابية هى التى أصفها بمراهقى يناير، وهم ممن يروجون شائعات حول مصر وجيشها، وهم أكثر الشخصيات التى روجت لمقولة إحجام الشباب عن الاستفتاء على الدستور، وهم مجموعة من الشباب الذين قسموا مصر إلى قسمين نخبوية وشعبية.
كل هذا جعلنى أرفض إجراء أى لقاء بين مسؤولين وهؤلاء الشباب، الذين «مرمطوا» جيش مصر هجوماً وشتائم على الفيس بوك، ولا يؤمنون بدور الجيش فى يناير ويونيو.
وأخيراً أحيك يا صديقى جابر القرموطى على برنامجك الرائع، وأقدم التحية إلى فريق إعداد «مانشيت» على الجهد المبذول لخدمة المواطن البسيط.
عبد الفتاح عبد المنعم
إلى صديقى جابر القرموطى.. عفواً هم الذين قسموا المصريين
الأربعاء، 22 يناير 2014 12:13 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة