إبراهيم داود

فريد «2»

الأربعاء، 22 يناير 2014 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ومما يزيد سرورى أن شعراء الأرياف وضعوا عدة أناشيد وأغان فى مسألة دنشواى، وما نشأ عنها، وفى المرحوم مصطفى كامل باشا ومجهوداته الوطنية، وفى موضوع قناة السويس، وأخذوا ينشدونها فى سمرهم وأفراحهم على آلاتهم الموسيقية البسيطة، وهى حركة مباركة، تدل على أن مجهودات الوطنيين قد أثمرت، ووصل تأثيرها إلى أعماق القلوب فى جميع طبقات الأمة، وتبشر باقتراب زمن الخلاص من الاحتلال، ومن سلطة الفرد بإذن الله.. هذا جزء من المقدمة التى كتبها الزعيم محمد فريد لديوان وطنى كتبه الطالب الأزهرى على الغاياتى، وبسببها دخل السجن، لأنه قدم برنامجا متكاملا فى الثقافة الوطنية والجهاد الوطنى معًا، ولأنه رأى فى جيشان الريف بداية التخلص من حكم الفرد، وكان حبسه أكبر مساهمة فى إحداث تحول فى حياة المصريين، لأن حبس قاض سابق وابن باشا أثار خيالهم ووجدانهم، ولأنه- على حد تعبير فتحى رضوان- جعل العمل السياسى ضريبة فادحة تؤدى، وليس ترفا ذهنيا، كان خارج مصر عندما أعلنت النيابة قرار اتهامه، فعاد على الفور، ورفض المساومة، واكتشف الاحتلال أن سجنه أعلى من مكانته، فأفرجوا عنه فجرا، ولما علم الناس خرجوا يستقبلونه قبل طلوع الشمس.

بدأ معركته لانتزاع الحريات، والمطالبة بحق التعليم المجانى، وتصدى لسعد زغلول الذى كان يريد أن يكون التعليم بالإنجليزية، وواصل دفاعه عن الفلاحين والعمال، فى مارس 1909 قاد الاحتجاجات المنددة بصدور قانون المطبوعات الذى قيد حرية الصحافة، بعد أن فقد الاحتلال أعصابه بسبب النقد الذى وصل ذروته فى عهد مصطفى كامل.. كان الاحتجاج عنيفا، مما اضطر هرفى باشا، حكمدار العاصمة الإنجليزى، إلى مكافحة المظاهرات بخراطيم المياه، ثم بقوات الجيش بعد ذلك.. وللحديث إن شاء الله تتمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة