يقول ضباط إيقاع رقصة السلطة إن بعضاً من القرارات الفاشية بإقصاء هذا، واعتقال «ذاك»، وتحديد إقامة «فلان»، ومنع مظاهرات التيار «العلانى» لا تضر..
فى الصباح والمساء يتلو عليك السادة الطامعون فى رضا السلطة ورداً يومياً يتكون من عدة عبارات معلبة ومحفوظة تقول: (يموت ألف.. ليحيا عشرات الآلاف، وتقرأ وسائل الإعلام من ورقة واحدة بخط يد السلطة مثلها مثل خطباء الأوقاف أفضل من حرية تجلب فتنة، ونرشح شخصا واحدا للرئاسة، أفضل من مصير غامض مع مرشحين كثر وناخبين أحرار، واقتلوا المعارض الفلانى وشوهوا سمعة الشاب الثورى الفلانى تخلو لكم الساحة السياسية لتلعبوا فيها بهدوء.. إلى آخر قصائد العبارات الفاشية التى يعتبرون ترديدها قرباناً للإله الملقب بهيبة الدولة).
هم يرون أن هيبة الدولة لا تتغذى سوى على طبق فاشية كبير، وهم يؤمنون بما آمن به موسولينى من قبل بخصوص أن الفاشية هدفها إحياء مجد الأمة والسمو بها إلى مدرج الكمال، وأن الطبقة الممتازة هى القادرة على تحمل المسؤولية والعمل لصالح الشعب، ولا تندهش من استخدام كلمة الإيمان ضمن السياق السابق، فلقد سبقهم قوم آمنوا بعجل ذهبى لأن له خواراً، وأقوام أخرى آمنت بالأصنام وهى حجارة، ثم أكلتها وهى عجوة..
ولأن حب الوطن والرغبة فى الحفاظ على هيبته ليستا حكرا على فريق ضباط إيقاع رقصة السلطة، وجبت علينا المشاركة فى دعم بعض الأفكار الفاشية حفاظا على هيبة الدولة، وتمهيدا للطريق الذى يصل بنا إلى حيث أرض الاستقرار..
الفكرة الفاشية رقم 1: نفخ المدعو عبدالرحيم على وتقديمه لمحاكمة سريعة بتهمة التجسس والتلصص على حياة المصريين الخاصة، وانتهاكه للقانون الذى يجرم التسجيلات بدون إذن نيابة مسبق.
الفكرة الفاشية رقم 2: منع المدعو أحمد موسى من تقديم برامج على الهواء مباشرة، وضرورة تسجيل برامجه ثم عرضها على فريق من الخبراء، يضم عددا من الأطباء النفسيين، وعلماء السياسة، وبعض من أساتذة المجمع اللغوى لتصفية المضمون الذى يقدمه من الأخطاء التى تلحق الضرر بالبلد، وتسحب من هيبتها، بعد أن تسبب فى سخرية العالم من مصر وتاريخها، بسبب استضافة المخبول سبايدر وتفجير القضية الكوميدية المعروفة إعلاميا بتجسس أبلة فاهيتا.
الفكرة الفاشية رقم 3: الحكم على المدعو مجدى أحمد حسين بالاندماج على الخازوق على طريقة سليمان الحلبى، وترحيل المدعو توفيق عكاشة إلى أراضى الخانكة أو العباسية، وتحديد إقامة المدعوة سما المصرى فى إطار شارع الهرم وملحقاته.
الفكرة الفاشية رقم 4: إعادة سيد البدوى للصيدلية، والغزالى حرب للجامعة، والببلاوى للغرفة التى تحتوى على الروب وريموت التليفزيون، ومظهر شاهين لكتّاب القرية، ومصطفى بكرى لمكتبه فى جريدة الأسبوع لنشر أسرار البيت الأبيض.
الفكرة الفاشية رقم 5: تعذيب كل مذيع عمل فيها راجل بعد 30 يونيو وقال على 25 يناير نكسة أو هوجة، ثم توقف عن الهجوم على ثورة 25 يناير بعد تحذيرات السيسى.
الملخص:
الفاشية ستكون طوق نجاة هذا الوطن فعلاً، شرط أن يتم استخدامها فى المكان الصحيح، وتحويلها إلى «كرباج» يضرب ذلك المربوط فى أعمدة السلطة حتى يخاف أو يخجل الساعى نحو ربط نفسه فى أى عمود سلطة جديد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة