حنان شومان

بلد بتاعة شهادات ومذيعين بصحيح

الجمعة، 24 يناير 2014 10:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إحدى مسرحيات العظيم فؤاد المهندس فى الستينيات، كان عادل إمام ممثلا صغيرا يؤدى دور وكيل محامى كحيان عدمان، وكان كلما أهانه أحد من هنا أو هناك يردد عبارة بلد شهادات بصحيح، أى أنها لا تعطى الاحترام الواجب إلا لصاحب الشهادة، ومقصود الشهادة آنذاك هى الشهادة الجامعية التى كانت تعطى صاحبها القيمة والمكانة فى المجتمع، ثم مر الزمان ووصلنا لما وصلنا إليه من حال متدهور مكحرت، على رأى بعض الشباب، فما صار للشهادة بالمعنى الذى قصده عادل إمام قيمة، بل على العكس، فالشهادات صارت كالهم على القلب بلا قيمة لها ولا لصاحبها، ولكن مازلنا بلد شهادات وهى شهادات تانية بمعنى آخر، فقد كثر الحديث عن الشهادات على العصر والشهادات فى المحاكم والشهادات على الأحداث و الشهادات على البشر وشهادات الحق التى أغلبها باطل، والذى يقول إنه يسعى للشهادة، وآخرون يختلفون حول شهاداتهم أهم شهداء أم أنهم ماتوا فطيس.. عبث صارت كلمة الشهادة، ورغم ذلك فمازلنا بلد شهادات بصحيح، لكن بلا نفع، فلا نحن أفدنا أو استفدنا بشهادة من هنا أو هناك أيا كان معناها، والذين ننتظر منهم أن يشهدوا أصابهم الخرس، وكل من لا يجب ألا يشهد صار لا يفعل إلا أن يتحدث ويقول إنه صاحب شهادة.. بلد بتاعة شهادات أونطة صحيح.

- الدكتور بقى مذيع.. المحامى بقى مذيع.. الناشط السياسى بقى مذيع.. الثورى بقى مذيع.. أستاذ الجامعة بقى مذيع.. المحلل السياسى بقى مذيع.. المحلل الاقتصادى بقى مذيع.. المؤذن بقى مذيع.. الممثل بقى مذيع.. سيدة الأعمال بقت مذيعة... فيفى عبده بقت مذيعة.. هشام عباس بقى مذيع.. سما المصرى بقت مذيعة.. فيه حد لسه ما بقاش مذيع... الأستاذ اللى هناك بقى مذيع.. الأستاذة اللى ورا بقيت مذيعة... كده تمام بلد بتاعة مذيعين أونطة صحيح... تُرى من بقى ليشاهد كل هؤلاء المذيعين!

- خرجت علينا بعض المواقع تنقل كلاما منسوبا لعبد المنعم أبو الفتوح يقول فيه: مستعد للترشح لو فوضنى الشعب، أما حمدين فقد أعلن أمام الكاميرات أنه لو توافقت عليه القوى الوطنية، يعنى لو فوضته رئيساً فسينزل الانتخابات، وقبلهم جميعاً قالها السيسى عن ذات التفويض فى حالات مختلفة.. البلد دى بلد تفويضات صحيح.

- اتركوا الأموات تنعم أو تهدأ فى قبورها ولا تستدعوهم، واخلقوا قيادات الحاضر من رحم الحاضر لا من رحم الماضى، عبدالناصر مات والسادات مات وقبلهما مات جيفارا وحتى مانديلا مات، فلا تنبشوا فى أسمائهم يا من تبحثون عن زعامة أو زعماء، لأن كل زعامة أو قيادة تليق بعصرها فلا نحن فى عصر جيفارا وحرب العصابات فى الأحراش وحركات التحرر، ولا نحن فى زمن ناصر وحركة عدم الانحياز، ولا نحن فى زمن حرب أكتوبر والسادات، إننا فى عصر مختلف أبجدياته مختلفة وظروفه مختلفة، وبالتالى فلسنا فى حاجة لناصر أو جيفارا أو سادات أو غيرهم، القيادة ابنة ظروفها وزمانها فلا تلبسوها ثوبا ليس بثوبها.














مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة