تم انتخاب صوت شادية لكى يقود الجميع فى مواكب الأفراح الوطنية الكبيرة، لأسباب قديمة، ولأنك أمام واحدة أحبها وصدقها الناس فى كل أحوالها، وكانت شاهدة على أشواق أهلها، وكريمة فى مشاعرها تجاههم، ستجدها موجودة بعد صفارة الحكم إذا فازت مصر فى بطولة، وموجودة إذا تعثرت.. صوتها فى كل مراحله يشير إلى مناطق شجية مبعثرة فى تاريخك الوطنى والشخصى.
كل الأصوات العظيمة التى نحبها تركت لها ميدان التحرير، وكل ميادين يناير، لكى تغنى «يا حبيبتى يا مصر»، ليس فقط لأن بليغ حمدى قبض على النغمة القادرة على جرك من قلبك، ولكن لأن شادية معنى أكبر من حدود شادية، ويؤهلها تاريخها على بعث الطمأنينة فى لحظات الخطر، تكتشف أنها غنت ثمانين أغنية وطنية، أرخت بها لكل الأحداث التى كانت فيها مصر تحتاج إلى صوتها، وهى تتحرر من الاستعمار، وهى تتصدى له ولمؤامراته، وهى تبنى، وهى تتعافى، وهى تودع قائدها، وهى تعبر وتنتصر.. «يا حبيبتى يا مصر» ظهرت فى حرب الاستنزاف، وعاشت لأن هذه الحرب لم تنته بعد، وإذا توارت الأغنية قليلًا أطل صوتها بـ«يا بلادى»، لتجلس إلى جوار «مصر التى فى خاطرى» للست أم كلثوم، و«يا أحلى اسم فى الوجود» لنجاح سلام، «ويا حبايب مصر» لعليا التونسية، و«أحلف بسماها وبترابها» لحليم، وعندما يكبر الموضوع، تعود «يا حبيبتى يا مصر» مرة أخرى.
طبعًا توجد أغنيات جميلة جديدة، مثل «يا مصريين» لآمال ماهر، و«ما شربتش من نيلها» لشيرين، و«فيها حاجة حلوة» لريهام عبدالحكيم، و«أكثر من واحدة» لعلى الحجار، ولكن شادية بعد أن تجاوزت الثمانين من عمرها، لا تزال هى صوت ثورة الشباب العظيمة التى انطلقت فى مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات.. كل سنة ومصر وشادية بخير.