طرحت فى المقالين السابقين مقدمات ثورة 25 يناير، والأسباب التى قادت إليها كحدث كبير لم يكن أحد يتوقعه من المعارضة، وأركان نظام مبارك على حد سواء، وأستكمل..
فى الحديث عن الأسباب والمقدمات، كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية بلغت حدًا كبيرًا من السوء، غير أن نظام مبارك كان غارقًا فى الحديث عن الإنجازات، وبأنه صاحب معجزة كبيرة، ولعلنا نتذكر فى هذا المقام أحاديث وسائل الإعلام حول ذلك، وكان منها- على سبيل المثال لا الحصر- وجود خبر أو تقرير يومى يتحدث عن المعجزة الاقتصادية التى تعيش فيها مصر، والمدهش أن حديث المعجزات كان يتركز على تنفيذ برنامج الخصخصة، أى بيع المصانع والشركات بأثمان بخسة، وذهابها إلى قلة على حساب ملايين العمال الذين يتم تشريدهم. وبينما كان يحدث ذلك، كانت الصحف لا تخلو من خبر عن زيارة مسؤول من دولة ما، جاء إلى مصر حتى يعرف الطريق الذى سارت عليه مصر فى تنفيذ برنامج الخصخصة دون آثار سلبية تذكر، ليس هذا فحسب، بل إننا كنا نقرأ عن دراسات أعدتها مراكز بحثية دولية تذوب عشقًا فى تنفيذ برنامج الخصخصة، وظهرت هذه الخزعبلات تحديدًا فى الفترة التى تولى فيها الدكتور كمال الجنزورى رئاسة الوزراء، واستمرت بعده فى عهد الدكتور عاطف عبيد، ثم الدكتور أحمد نظيف.
كان نظام مبارك يفعل ذلك ظنًا منه أن مثل هذه المزاعم يأكل ويشرب منها فقراء الشعب المصرى. وبينما كانت الانتقادات العنيفة تتوالى ضد هذا المسار، كان رجل نظام مبارك القوى المهندس أحمد عز يرد عليها بأرقام عن ارتفاع معدلات النمو، وارتفاع الدخل الفردى، وارتفاع احتياطى النقد فى البنك المركزى، وكانت دلائله على ما يعتقده قوله بارتفاع نسبة شراء السيارات الملاكى، وشراء أجهزة التليفون المحمول، وارتفاع نسبة الملتحقين بالمدارس الخاصة، وارتفاع نسبة امتلاك وسائل الرفاهية الأخرى.
كانت هذه إذن معايير التقدم والنمو لدى أحمد عز ونظام مبارك، والحقيقة أنها كانت بمثابة كذبة كبيرة، فلا امتلاك تليفونات محمولة، ولا امتلاك سيارات، ولا امتلاك وسائل ترفيه أخرى دليل على التقدم، لأن مجموع هؤلاء بالمقارنة مع عدد سكان مصر هزيل، كما أنه فى الوقت الذى كان يقول فيه ذلك، كانت نسبة الفقراء تزداد، وطبقًا للدراسات المحايدة، فإن الذين كانوا يقعون تحت خط الفقر زادوا على نسبة الـ %50 من سكان مصر، أضف إلى ذلك أن أحمد عز كان يردد هذا الكلام متجاهلًا السؤال الكبير: أين يذهب عائد كل هذا؟، وما الفئات الاجتماعية التى تستفيد من ارتفاع المعدلات الاقتصادية التى يتحدث عنها؟
كانت حلقات الانحدار تستحكم، فلا توجد خدمة صحيحة فى مجال التعليم، ولا خدمة صحيحة فى مجال الصحة، ولا طموح فى مجال البحث العلمى، وفيما كان الفقراء وحدهم يدفعون ثمن سياسات هابطة وفاسدة لنظام مبارك، كان الأثرياء يعيشون فى رخاء ونعيم.
سد نظام مبارك أذنيه أمام كل الانتقادات التى تكيل له، وصدق أسطوانات النفاق الرخيص، واستقبل أى رؤى تطالب بالإصلاح باستخفاف كبير، وكان يفعل ذلك فى الوقت الذى تدور فيه الدائرة ضده.. وغدًا نستكمل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الله بقا يسامحه السادات اسس الحزب الوطنى وايضا تسبب فى وجود الاخوان على الساحه
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
والنظام الحالي ?
والنظام الحالي ?
والنظام الحالي ?
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف عبد السلام سالم
ايدلوجية تحكم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السيد
الى التعليق رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
osama. fahmy
من نتاج فترة مبارك تصعيد وترقية . البلداء والفشلة والعاهات أمثال طارق مهدى محافظ أسكندرية
عدد الردود 0
بواسطة:
الكيميائي الكبير
الي رقم 2 الاخ عبد الرحمن
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف المصرى
تعليق رقم 3 الاخ صلاح كلام علمى وأى رئيس سيأتى بعد مبارك الشعب سيقارنه بمبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ثورة 30 يونيو المجيدة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجدفهمى
حتى لا نضل الطريق