سأل صحابى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ماذا أفعل حتى يحبنى الله والناس، فقال سيد الأولين والآخرين عليه أفضل التحية والسلام «ازهد فى الدنيا يحبك الله وازهد فيما فى يد الناس يحبك الناس»، والزهد هو عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف أو كما قال سيدى العارف بالله سفيان الثورى «الزهد فى الدنيا قصر الأمل، والزهد هنا هو خروج الدنيا بكل صورها بالكامل من القلب وعدم الرغبة فى عودتها إليه مرة أخرى وعدم الحزن على ما فات منها سوى ما ضاع أو مر فى أشياء ليس فيها مرضاة الله عز وجل، قال الله عز وجل فى كتابه الكريم: «وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الأرض إن الله لا يحب المفسدين»، والزهد يعنى أيضا أن يكون العمل فى الدنيا والعين على الآخرة بحيث يكون المجهود البشرى مثمراً، ولكن فائدته أساسا تكون فى منفعة الناس ومن أجل إسعادهم وإدخال السرور على قلوبهم، ومن بين نماذج أهل الزهد والعطاء سيدى العارف بالله العلامة المصرى الشيخ الليث بن سعد الذى كان من أغنى أغنياء مصر وكان يمر عليه الحول ولا يخرج زكاة ماله، لأنه كان ينفق كل دخله السنوى على الفقراء والمساكين، وكان يطعم وينفق على القريب والبعيد، وكان يفعل كل ذلك وهو سعيد لأن كل سعيه الدنيوى والعلمى كان لله سعيا لمرضاته الله سبحانه وتعالى. وكان ما فعله هذا العالم الجليل رضى الله عنه وهو عين الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لو شاء عليه الصلاة والسلام لحول الله سبحانه وتعالى له الأرض ذهبا، ولكنه لم يكن يريد سوى رضى الله وتبليغ رسالته. قال أبو سليمان الدارانى: الزهد هو ترك ما يشغل عن الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة