حسنا فعل الرئيس عدلى منصور حين استجاب لرغبة الملايين فى تعديل خارطة الطريق لتصبح الانتخابات الرئاسية أولا، فمصر بصفة خاصة لا يمكن أن تجنى الاستقرار إلا فى وجود رئيس منتخب اختارته الغالبية، وهو أمر يعود إلى آلاف السنين، ولعل فترات الاضطراب التى عصفت بمصر أيام العهود المملوكية والعثمانية كانت بسبب غياب هذا الرئيس ــ الحاكم الذى يلتف حوله الناس، الأمر الذى أدى إلى تقاسم السلطة والصراع الشرس عليها بين أمراء المماليك من جهة وباشوات العثمانيين من جهة أخرى.
كنا نفضل بطبيعة الحال أن تكون لدينا حياة سياسية ناضجة تقودها أحزاب مدنية تعبر عن مصالح فئات وطبقات الشعب المختلفة، ثم ينبثق من بينها المرشح الرئاسى، كما يحدث فى الدول التى عرفت الطريق إلى الديمقراطية، لكن لا سامح الله مبارك الذى دمر حياتنا السياسية بالتهديد والترويع والإفساد حتى كفر الناس بالسياسة وخافوا من بطش أجهزته الأمنية، فتحولت الأحزاب إلى مجرد صحف ورقية فى أفضل الأحوال لا يقرؤها أحد.
إذن.. نحن بصدد انتخابات رئاسية تنهض على سمعة المرشح وتاريخه الشخصى فقط، لا على برامج حزبية محددة واضحة يطرحها مرشح هذا الحزب أو ذاك، وبالتالى لا مفر أمامنا من مطالبة كل من ينوى الترشح للمنصب الأخطر فى مصر أن يقدم لنا برنامجه الرئاسى بتفصيل وتوضيح مرفقا بجدول زمنى محدد لتنفيذ هذا البرنامج حتى يمكن لنا محاسبته، لا أن يطلق علينا بعض الوعود البراقة التى تذوب فور جلوسه على كرسى العرش. (تذكر من فضلك وعود السادات ومبارك ومرسى، فالأول ضحك علينا زاعما أن الرخاء قادم فى عام 1980، والثانى خدعنا حين استلم السلطة فى 1981، إذ ادعى أنه لن يبقى فى الحكم إلا دورة واحدة وظل متشبثا بالمنصب ثلاثين سنة كبيسة، والثالث غدر بنا حين أعلن أنه بحاجة إلى 100 يوم فقط فى السلطة ليحل مشكلات البنزين والزبالة والزحام ورغيف الخبز إلى آخره، فاكتشفنا أنه يبيع البلد إلى جماعته التى تتواطأ مع التنظيم الدولى للإخوان لتفكيك الوطن).
إن طرح كل مرشح لبرنامجه الرئاسى صار أمرًا بالغ الأهمية، حتى يتمكن الناس من مراقبته ثم محاسبته فإذا اجتهد وأصاب تلقى المديح والثناء، وإذا ارتبك وأخفق تنزلت عليه اللعنات قبل أن تطرده الملايين من قصر الرئاسة كما طردت زملاء له من قبل!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
بس شوف الاول مين اللى هيصحى/ت !! الساعة 5 الصبح !!...........وبعدين اسأل علبرنامج !!
فوق !!
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هذا اختبار ربانى - قولوا يارب الطف بينا
بدون