محمد الدسوقى رشدى

حضرتك هو الحل

الثلاثاء، 28 يناير 2014 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحن لا نتوسلها من أحد، لا نطلبها فى هيئة رجاء، ولا نطلبها فى شكل صدقة أو رأفة بحال غلابة أو عجزة، فلا نحن غلابة ولا نحن عجزة، نحن أصل حضارة هذا الكون، حتى وإن كنت ممن لا يحبون الانضمام للكورال الذى يغنى أوبريت «مصر الفراعنة.. مصر حضارة 7 آلاف سنة»، هذه حقيقة لا ينكرها كرهك للمشاركة فى غنائها، حقيقة تقرها كتب التاريخ مثلما تشهد نفس الكتب بأن أكتاف أجداد أجدادنا حملت ما لا طاقة للبشر بحمله.

نحن أصلا، مؤمنون تماما بأنك أنت- عزيزى المواطن المصرى-البطل الخارق، المنقذ الوحيد القادر على إنقاذ هذا الوطن وثورته من بين براثن المؤامرات الداخلية، ودسائس وأطماع الوحوش الداخلية، مؤمن تمامًا بأن مصر لا تحتاج إلى بطل خارق، أو فرد منقذ، لكى يعبر بها جسر المرحلة الانتقالية إلى رحابة حدائق النهضة والتقدم والاستقرار.. فقط نحتاج منك استدعاء هذا الكامن بداخلك لتكذيب نداءات مقدمى البرامج الخائبين وطبالى السلطة الذين يوهمون الشعب المصرى بأن مصر لا تسير مراكبها باستقرار سوى تحت حكم بطل منقذ..

دور جوه نفسك.. هتلاقى حاجة محدش فيها هينافسك..

هم يعرفونك بالصبور، قوى العزيمة، المخلص وقت الشدائد، الصامت الكامن الذى تظن من فرط صمته أنه خاضع وخانع، ولكنه يصدمك دون أن تدرى بانتفاضة لا قبل لأحد بها ولا علم لأحد بموعدها، خزان غضب، أو يمكنك أن تقول «إسفنجة» قادرة على الامتصاص، ولكنها فى لحظة ما تتحول إلى قنبلة شديدة الانفجار فى وجه من يظلمها أو يطغى عليها، يغنون له دوما «أهم.. أهم.. أهم المصريين أهم»، ويكتبون عنه فى كتب التاريخ أنه صاحب أولى الحضارات وأقدمها، وفى كتب العمارة أنه أول مهندس عبقرى، وفى كتب الحروب أنه أكثر من حول أرضه إلى مقبرة الغزاة، وفى الاقتصاد أنه القادر على أن يخلق أكثر من منفذ للربح بعيدًا عن المسارات الرسمية، وفى الفن أنه أول من عرف العالم بالرقص والغناء، وفى الزراعة أنه أول من طرق باب الأرض لتخرج بأسرارها وثمارها، يجوز أن يضعف، ويجوز أن يستسلم، ويعانى فى كثير من الأوقات من شعور التوهان والضياع ويفتقد القدرة على التخطيط فى أغلب الأحيان، ويختار حكامه ورؤساءه وفق معايير غريبة، ويعظمهم ويفخمهم لحد يصل إلى التأليه فى بعض الأحيان، ولكنه يستيقظ فى لحظة ليدمر كل ما صنع من آلهة إن شعر بخطر على أرضه ووطنه..

«أيوه يا سيدى.. أيوه يا عم.. أيوه حضرتك.. نعم أقصدك أنت عزيزى المواطن المصرى.. بس وحياة أبوك فووووق بقى.. اصحى بقى، أنت لا تحتاج إلى فريق أو لواء أو زعيم ملهم لإنقاذ وطنك، أنت لا تحتاج سوى لنفسك.. فلا تبخل عليها بها، ولا تبخل على مصر بنوبة انتفاضتك واستيقاظك من وهم الحاكم الفرد المنقذ».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة