المعارضة أمر محمود يثرى ولا يضر، يضيف ولا ينقص، لأنه لا إجماع فى الدنيا بحكم طبيعة البشر المختلفة، لذا فمن الجيد أن ترى فريقاً يعارض ترشح المشير السيسى للرئاسة، حتى لو كان هذا الفريق يعارض التيار الكاسح فى المجتمع الذى يراهن على الرمز والبطل الشعبى لإنقاذه من مجموعة الأخطار التى تحيق به.
لكن الغريب فى الأقلية المعارضة لترشح المشير السيسى للرئاسة، أنهم يعتمدون أفكاراً دون الأفكار وعبارات «إكليشيهات» لا ترقى لمستوى النقاش أو يعتمدون مبادئ إرهابية انتقامية تعلن وتعمل على إسقاط الدولة المصرية بالسلاح، وهو الفصيل الغالب على التيار المعارض للسيسى وأعنى جماعة الإخوان الإرهابية وجناحها المسلح من ميليشيات خيرت الشاطر أو أفراد خلايا الاغتيالات وتنفيذ مهام زرع القنابل فى الشوارع.
وإذا أسقطنا من النقاش بداية هذا التيار الغالب على معارضى ترشح السيسى للرئاسة، وأعنى الإخوان الإرهابيين لأن وسائل التعامل معهم تبدأ بالسلاح وتنتهى بالمحاكمات الناجزة، لا يتبقى سوى فصائل صغيرة تحتشد وراء أصحاب طموحات مشروعة للوصول إلى كرسى الحكم فى مصر الكبيرة نعم، إلا أن هذه الطموحات المشروعة غالباً لا يسندها رصيد شعبى موازٍ يجعلها راسخة على الأرض.
ومع ذلك فإن «إكليشيهات» المعارضين للسيسى تبدأ دائماً بالتخوف والتحذير من دولة الجيش أو بتعبيرات النخبة «عسكرة الدولة» استناداً إلى مشروعية الحرب العادلة التى يخوضها المشير ورفاقه فى الجيش ومعهم الشرطة فى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى أثبتت الحوادث الأخيرة أنه مدعوم بالمال والسلاح من جهات خارجية.
يلّوح هؤلاء المعارضون من طرف خفى بنموذج الدولة الشمولية التى تنزع إلى تكميم الأفواه ومصادرة الثروات وتأميم الشركات ومنع الصوت المعارض، بما يعنيه ذلك على المدى من فساد وإفساد لمشروع الدولة الناهضة حتى لو تحققت أسباب التنمية والرخاء للفئات العريضة من المجتمع خلال السنين الأولى من الحكم.
يتناسى أصحاب خطاب التخويف بخطاب «عسكرة الدولة» أنهم أولاً وأخيراً يطلقون نوعاً من العبثيات أو الافتراضات غير المتحققة ثم يبنون عليها هرماً من التوقعات المزيفة للوصول إلى نتيجة واحدة وهى تخويف الناس من الرئيس صاحب التاريخ العسكرى فى محاولة لصدهم عن انتخابه ولفت أنظارهم نحو شخص مرشح آخر بعينه.
كما يتناسى أصحاب خطاب التخويف خمسين عاماً من التطور والتسارع فى دورة الحياة ومكتسبات العلم والتكنولوجيا وتشابك العلاقات بين الدول بما لا يسمح مطلقاً بإعادة تجربة الدولة الشمولية فى مصر مرة أخرى، إلا أن الغرض مرض كما يقول عامة الناس عندنا، وأصحاب الغرض يلوون عنق الحقائق ويفترضون الوقائع المزيفة لا لشىء إلا ليشحذوا شعبية أو جماهيرية لا تُشحذ ولا تُشترى!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة