من مصلحة مصر أن يكون هناك أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية حتى نؤكد للعالم أن رئيس مصر القادم سوف يأتى عبر انتخابات حرة ونزيهة، من خلال صندوق الانتخاب وإرادة ملايين الناخبين. مسألة تشويه المتنافسين على كرسى الرئاسة لصالح مرشح واحد، فى حالة إذا أعلن المشير السيسى ترشحه، ستأتى بنتائج عكسية تضر بمسار خارطة الطريق والعملية الديمقراطية برمتها، فلا نريد أن نعيد زمن المرشح الأوحد، حتى لو كان عبر الصناديق، وإلا فإن ذلك سوف يتسبب فى انتكاسة الثورة التى كان أهم مطالبها الحرية بمفهومها الشامل، ويصيب قطاعاً عريضاً من الناس بالإحباط والشعور بعدم جدوى ما ثاروا من أجله على نظام مبارك، ومن بعده نظام مرسى والإخوان.
على الجميع أن ينتبه إلى خطورة ما تمارسه بعض الشخصيات السياسية والإعلامية التى تؤيد المشير السيسى حالياً فى مصادرة حق باقى المنافسين فى الترشح، حتى لو كان هناك شعور عام وشبه إجماع على أن النتيجة قد تكون محسومة مسبقا. وهنا لا بد أن تنتهى حالة التجييش الإعلامى والانحياز لصالح مرشح وإقصاء وتجاهل باقى المرشحين، وربما هذا يضر أكثر ما يفيد المرشح نفسه، خاصة أن «جوقة المؤيدين» يحسبها كثير من الرأى العام فى مصر على نظام الرئيس الأسبق الذى يثير المخاوف من عودته مرة أخرى، من خلال الوقوف خلف السيسى ودعمه. وهو ما قد لا يرضى عنه المشير نفسه، وربما يكون ذلك عبئاً عليه، ويحمله مواقف ونوايا هؤلاء أمام الرأى العام.
عموما كل ما نريده أن تجرى انتخابات رئاسية نزيهة، وفى إطار من التنافس الشريف والديمقراطية الحقيقية، لتكون رسالة للعالم بأن الشعب المصرى يسير باقتدار وثقة نحو المستقبل بتنفيذ خارطة الطريق، لأن انتخاب رئيس مصر القادم سيكون بمثابة الانتهاء من «الجهاد الأصغر»، لأن التحديات أمامه كثيرة وصعبة، وهى الجهاد الأكبر الحقيقى، فمن سيتولى الرئاسة عليه الاستعداد لوراثة مشكلات مصر كافة - كما ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أمس-، فالملفات كثيرة ومعقدة، وتحتاج إلى إرادة وإدارة لمواجهتها، بداية من ملف الأمن والاقتصاد، إلى ملفات الصحة والتعليم والعشوائيات وغيرها. أياً كان مسمى المرشح القادم لرئاسة مصر، فعليه أن يدرك أن المسؤولية صعبة والآمال والطموحات المعلقة عليه من الشعب لا سقف لها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة