عندما يقول القرضاوى إن المصريين لم يجدوا شخصًا من الأطهار ليختاروه رئيسًا إلا محمد مرسى، وإنه كان يحكم ملهمًا من السماء وباسم الله، وإن العلمانيين الصليبيين هم الذين حاربوه لأنهم يكرهون الله والإسلام، وعندما يقول فى لقاء «الجزيرة مباشر» إن أردوغان حذره من السيسى، وأرسل تقريرًا سريًا له يعرض فيه دعم تركيا للإطاحة بالسيسى، فهذا يعنى شيئين، الأول أن القرضاوى لايزال «يسوق» بضاعته «الحاكمية لله»، وهى البضاعة الفاسدة التى اخترعها سيد قطب، مؤسس فكر التكفير وهدم الأوطان، فالوطن عنده حفنة من تراب قذر، وهذا الفصل من كتابه «معالم فى الطريق» شرح تفصيلى لنظرية حسن البنا فى الإصلاح - من وجهة نظره - القائم على إجبار الأمم المسلمة على قبول «الخلافة الإسلامية» بالقوة وبالأصفاد، أى القيود، وحسب قوله «من يرفض تجرع الترياق يعطى له بالقوة حتى يخضع، كالزوج الذى يربى زوجته بالضرب حتى تخضع لمشيئته وإرادته».. هذا هو البنا وبعده سيد قطب وبعدهما القرضاوى يرى فى مرسى العياط الذى كان يتقافز فى القفص الزجاجى ملهمًا من السماء، ومتحدثًا باسم الله، وطاهرًا من الأطهار، كان ناقص يقول إن له أجنحة ملائكة لا نراها.. الشىء الثانى أن القرضاوى فضح نفسه، وكشف عمالة مرسى لصالح المخابرات التركية الإسرائيلية عندما قال إن أردوغان أرسل تقريرًا سريًا لمرسى يعرض عليه مساعدته فى الإطاحة بالسيسى، وهذا معناه أن قضية التخابر التى اتهم فيها مرسى وعبدالعاطى والشاطر وبقية أفراد الجماعة الإرهابية لم تكن مجرد استنتاج، بل لها تجليات ما بعد الحكم الإخوانى، وشواهد ووقائع، وهذا هو شاهد من أهلها، لذلك يجب أن ينضم كلام القرضاوى لملف قضية التخابر، ويستدعى القرضاوى نفسه كمتهم فى هذه القضية لأن حجم المؤامرة أكبر مما تصورنا أو توقعنا.
الكذب عند الإخوان ممارسة يومية، والإنكار حالة مستعصية تحتاج أعتى أطباء العلوم النفسية، ومن أغرب ما قرأت بالأمس، وعقب اغتيال الشهيد اللواء محمد السعيد الذى قتل غدرًا صباحًا أمام منزله، أن الداخلية هى التى قتلته لأنه كان غاضبًا من وزير الداخلية، وأنه صرخ فيه لما يفعله بالإخوان الأطهار، وزادت صفحات الهلوسة الإخوانية المرسية الربعاوية فقالت إنه أصلًا من عائلة إخوانية.. كل هذا بعيد عن إعلان ميليشيات خيرت الشاطر المسماة بتنظيم «بيت المقدس» مسؤوليتها عن الحادث الإرهابى الغاشم، ثم لم يمر اليوم حتى حدثت عملية الهجوم على كنيسة العذراء بأكتوبر، ومحاولة قتل أفراد الحراسة، وبالفعل قتل رقيب شرطة وأصيب ضابط هو الآن بين الموت والحياة، والمثير هنا أنه بعد المطاردة بين سيارة الشرطة الموجودة بالمكان وسيارة الإرهابيين تم القبض على اثنين منهم، ومن صورهما ببساطة تعرف هويتهما، ومن ملامحهما تكتشف أن هذه العينة لا يمكن أن تنتمى للمصريين.. ، كل هذا والمعزول كان فى القفص ينتظر ثورة من هؤلاء تحطم القفص، وتعيده للكرسى، وهو يردد خلف القضبان: أنا الرئيس، إنها ثورة البراغيث.. تبقى الشعوب وإرادتها رغم أنف الإرهاب والإخوان!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة