إسراء عبد الفتاح

سيد وزة

الجمعة، 31 يناير 2014 11:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيد وزة هو أحد شهداء 25 يناير 2014، شاب جامعى ثورى من حركة 6 إبريل، جارى كنت دوما ما أتقابل معه عند ذهابى أو رجوعى من العمل عند بائع الصحف فى ميدان الحلمية نتبادل الأخبار المنشورة، وماذا يحدث فى البلد، كنت دوما ما أخشى عليه من حماسه واندفاعه، وكنت فى بعض الأحاديث أطالبه بالتريث، وأقول له «اصبر بس نفكر الأول».

تعرفت عليه وعملت معه أثناء الانتخابات الرئاسية الماضية، وكان يعمل معى ومع آخرين فى دعم المرشح حمدين صباحى. كان دوما ما يطلق على ميدان الحلمية ميدان الثورة، لأن أغلب الثوار يقطنون فيه، حسب تعبيره، وحرص كل الحرص مع زملائه وجيرانه الشباب الذين لديهم نفس الحماس والطاقة أن يكون هذا الميدان، حسب تعبيره، أيضاً «نظيف» أى لا يعلق فيه أى بوسترات ويافطات لمرشح الإخوان أو مرشح نظام مبارك، وكان دائما ما يقول لى «ما تخافيش محدش هيقدر يسىء للميدان طول ما إحنا عايشين». وفعلا وعد ونفذ وعده ولم يحمل ميدان الحلمية بوسترات لمرسى ولا لشفيق طوال فترة الحملة الانتخابية.

كنت أتحدث معه عن ضرورة إقناع المقربين من الأهل والأصدقاء والجيران بعدم إعطاء صوتهم للإخوان ولا الفلول وكان دائما يتحدث هو معى عن من أقنعهم بذلك من أهله وجيرانه. وفى يوم الانتخابات قابلته مساء، وكان زعلان ومحبطًا قولتله «مالك» قالى «طول الليل بقنع ماما ما تصوتش لمرسى واقتنعت فعلا ولكن فى الطابور ضحكوا عليها شوية منقبات باسم الدين وأنه مرشح الإسلام وكلام فارغ يحزن وللأسف صوتت له».

كان يقف فى ميدان الحلمية وعند بائع الصحف لا يخشى أحدا وبمنتهى الشجاعة ليقنع المارة بضرورة التوقيع على استمارات تمرد للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وعمل على الحشد والنزول لـ30 يونيو.

أعتقد أن يوم 25 يناير 2011 هو كان أسعد يوم عند سيد، وعمل وكافح وناضل من أجل شهداء هذا اليوم ومن أجل تحقيق أهدافه فاختاره المولى عز وجل أن يستشهد فى نفس اليوم بعد ثلاث سنوات لم ييأس فيها لحظة لتحقيق حلم الثورة.

وكان دوما يكتب عن الموت والشهداء وكأنه يعلم أن الموت سيخطفه صغيرا شابا فى مقتبل العمر، كتب فى 25 أغسطس 2012، «أنا مخنوق قوى وتعبان وحاسس إنى قربت أموت، يا رب ارحمنى يا رب» ورحمه ربه.

كتب فى 28 يونيو 2012 «والله لم ننس دمك يا شهيد» ولم ينس سيد يوما حتى لحق بهم وأصبح شهيدا.

كتب فى 1 سبتمبر 2013 «والله يا أصحابى أنا مهما كتبت ليكم مش هقدر أوصف أنتم وحشتونى قد إيه أتمنى من الله أن يجمعنى بكم فى جنة الخلد مع عم محمد وجيكا وخالد وأيمن» بإذن الله أنت الآن معهم فى جنة الخلد يا سيد. كتب فى 24 سبتمبر 2013 «أموت يا صاحبى وقوم وخد مكانى دى بلادنا حالفة ما تعيش غير حرة».

كتب «القصاص القصاص» كتب «إحنا جيل حر لو حتى شاف المر» كتب « صدق اللى قال الموت علينا حق» كتب «يا مصر قومى وشدى الحيل كل اللى تتمنيه عندى».

لم نعلم حتى الآن من قتل الشهداء منذ 25 يناير 2011، فهل نطالب للمرة المليون المسؤولين عن هذه البلاد بسرعة فتح التحقيقات فى شهداء 25 يناير 2014 الذين وصل عددهم لـ69 شهيدا غير المصابين والمعتقلين والمفقودين؟! هل نطالب بتخصيص دوائر خاصة لهم فى القضاء والنيابة، وخصوصا أن هناك صورا تنتشر لقاتل سيد وزة على مواقع التواصل، ويشير البعض إلى أنها صور لعناصر أمنية؟! هل لنا أن نعرف الحقيقة ونقتص من القاتل ونثبت صحة أو كذب ما ينشر فى الإعلام الحديث، ولكن من جهات قضائية سريعا وعاجلا؟! هل لنا؟ هل لنا؟!
هل من حقى أن أقول دون مزايدة علىّ من أحد، إن دم الشهداء الشباب الثوار ضاع بين عناصر من الداخلية وعناصر من تنظيم فاشى مسلح إرهابى. لا نعلم أى الفصيلين المسؤول عن قتل من، فكلاهما يحمل السلاح، سلاح دولة أو سلاح إرهاب ففى النهاية كلاهما سلاح يقتل، الرغبة فى الانتقام من هذا الشباب الثورى النقى تكمن فى نفوس بعض العناصر الأمنية من جهة والإرهابية من جهة أخرى.

كلمتى الأخيرة لمن يدعون إلى التظاهر من القوى الثورية فى هذه الأوقات العصيبة التى تمر بها البلاد، لم ولن تستطيعوا تأمين المتظاهرين من العناصر المندسة من التنظيم الفاشى الإرهابى التى من الممكن أن تحمل سلاحًا بينكم، وبالتالى سيتبادل استعمال السلاح بين المندسين وعناصر الأمن ويسقط الأبرياء. أرجوكم تريثوا فأصبحنا لا نستطيع أن نتحمل دما جديدا من شباب زى الورد. لا تدخلوا معارك فى الوقت الخطأ، لا تدخلوا معارك تحصدون أنتم فقط الخسائر الجسيمة منها، الأرض لا بد أن تمهد لاستكمال النضال وأدواتنا السلمية لا بد أن تستدعى، وأن تكون الآلية الوحيدة وأن تكون مؤمنة ضد أى نوع من أنواع الاختراق حتى نحقق أهدافنا المنشودة بأدواتنا النقية.

أيها النظام القائم أو القادم، العدل أساس الملك.. إذا ذهبت دماء هؤلاء الشهداء من شباب ثورى ورجال من الجيش والشرطة هباء دون قصاص وعدالة، عندئذٍ فلم ولن يبقى الملك لحظة.

اللهم بلغت اللهم فاشهد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة