الفريق عبد الفتاح السيسى فى أشد وأصعب اختبار فى حياته على الإطلاق، حيث تكاثرت عليه الضغوط على اختلاف طبيعتها وتنوع أغراضها.
أولاً من البديهى أن نتوقع ونرى مبررات منطقية من وجهة نظر أصحابها لكراهية السيسى وإعلان العداء ودق طبول الحرب الضروس ضده من قِبل جماعة الإخوان وأنصارهم والمتعاطفين معهم والمستفيدون منهم إلى آخره.. وهذا على المستوى الداخلى.
أما خارجياً فحدِث ولا حرج "فالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا دولة الديمقراطية الزائفة وحقوق الإنسان والشعارات الرنانة الفارغة من محتواها وجدت نفسها فى مأزق كبير وتبدل حلمها الجميل بكابوس مرعب بظهور البطل المصرى الذى تحدى المارد الغربى، وضرب بكل مخططاته عرض الحائط بمنتهى الشجاعة والحنكة التى افتقدتها مصر لسنوات طوال من بعد رحيل زعيم الأمة العربية (جمال عبد الناصر)"، حيث خضعت مصر وبالتالى الدول العربية للسيطرة والهيمنة الأمريكية، ونالها من الضعف وانتقاص الكرامة ما يخجل أن يذكره كل مصرى معتد بكرامته ومصريته..
فما أن لاح فى الأفق مولد زعيم جديد للأمة العربية كافة،حتى ارتعدت الدول الغربية بزعامة أمريكا، وأصبح شغلهم الشاغل هو محاربة وجود زعيم جديد ووأده فى المهد قبل أن تقوم له قائمة، فلربما تضطر أن تعيد كل حساباتها وتبدل كل أوراقها فى حال عودة الأمة العربية وتوحدها كى تكون قوة لا يستهان بها فى المنطقة التى قد سبق الاتفاق مع الخونة على تقسيمها وتفتيتها لعدة دويلات صغيرة ضعيفة لا حول لها ولا قوة فى إطار خطة (ثورات الربيع العربى)...
ومن ناحية ثالثة (( من الحب ما قتل)).
هذا القطاع الكبير المحب للسيسى حباً جماً، ولم لا يفعل وقد إنحاز الرجل للشعب و رفع عنه بلاء الإخوان ولبى مطلبه بكل شجاعة وجازف بحياته من أجل هذا الشعب المطحون البسيط الذى وجد فى هذا القائد مبتغاه واطمأن من بعد خوف وهدأ من بعد روع.
بالتالى يطالب الشعب السيسى بتولى الحكم ويضغط عليه بكل أدوات ووسائل الضغط التى يمتلكها بفطرته البسيطة، حيث يسارع الجميع ويتبارون فى حب الفريق المنقذ (فهناك من يصنع الشيكولاتة بصورة السيسى، ومن يخبز بيتيفور السيسى ومن يرفع الصور فى كل مناسبة وغير مناسبة، كذلك من يدشن الحملات للضغط عليه فى مسألة الترشح.. إلى آخره من صور وأشكال التعبير عن الحب التى ربما تصل إلى حد المبالغة المستفزة..
هذه المبالغة إن تعمقنا قليلاً فى محاولة لتحليلها، نجد السبب بسيط جداً وهو طبيعة الشعب المصرى المعروفة، والتى تتسم ببعض المغالاة فى كل شىء سواء كان محبة أو كراهية.
أما (( القطاع الرابع )) الذى ظل متربصاً مترقباً لهذا وذاك، مستفيداً من هذه الشوشرة سواءً كانت سلبية أو إيجابية لتنفيذ المخطط البديل الذى تحاول أمريكا بمعاونة التنظيم الدولى للإرهاب أن تحفظ به ما تبقى من ماء الوجه.. وهؤلاء مهمتهم الأساسية هى التعليقات السلبية المتعمدة باستمرار مثل (تأليه السيسى، الحاكم بأمره، الفرعون الجديد، عودة الدولة العسكرية القمعية، ضياع الثورة، يد السيسى الطولى وزراعه التى تتحكم فى كل شىء من الأبواب الخلفية، حتى عندما توقف برنامج باسم يوسف بقرار شخصى من مالك القناة أياً كان السبب، أطلقوا الاستنتاجات بل والتأكيدات بأن السيسى من فعلها.. وبناء على هذا المنهج المتبع فكل ما يحدث فى أى مكان وزمان بفعل السيسى!.
((القطاع الخامس)) للأسف الشديد هم شباب الثورة المغرر به والموجه من الطابور الخامس أى القيادات الثورية الملهمة لهؤلاء الشباب والتى لها التأثير الأكبر فى معتقداتهم وتوجهاتهم.. معظهم فى سن صغيرة ولا يتمتعون بوعى كافٍ ولا إدراك منطقى للموقف ككل، فغالباً ما يرددون ما لا يستوعبون جيداً دون سوء نية، مثل (مكملين، الثورة مستمرة، يسقط حكم العسكر، الداخلية بلطجية.. إلى آخره من الشعارات والمصطلحات التى ابتدعها الإخوان وطوابيرهم الموالية) للتأثير على هؤلاء الشباب والدفع بهم فى الطريق الخطأ من أجل عرقلة المسيرة والعودة بمصر مرة أخرى للنقطة.
هذه الورطة الكبرى والحمل الثقيل هى ميراث الفريق عبد الفتاح السيسى وتبعة عمله النبيل.. فكل ذنبه أنه لبى مطلب الشعب الذى ناداه مناداة مضنية كى يخلص مصر من عصابة الخونة المجرمين.. وكل جرمه أنه قدم رأسه فداءً لتحرير مصر من براثن المخطط الدولى الدامى.. وكل خطأه أنه يحارب إرهاباً داخلياً وخارجياً متربص بالبلاد.. وعِظم إثمه أنه أقسم بصدق لا يخطئه أحد على حماية الوطن واستعادة كرامته وقد فعل..
فما ذنب السيسى فى كل ما يتنازعه من ترهات ومهاترات وتجاوزات وحب غاشم وخطط خبيثة و عداء فاجر.. ولم إساءة الظن بالرجل دون أى دليل؟ ولم لا ننتظر ونرى ونتفائل بالخير لنجده؟ وما سبب كل هذه الافتراضات والتخمينات المبنية على لا شىء؟ هل دخلنا فى النوايا كى نفترض ما ليس لنا به علم؟ ماذا رأينا من الرجل سوى كل الخير والإخلاص والوفاء بالعهود؟ فكل قطاع من هذه القطاعات ينال من شخص الفريق السيسى بطريقة أو بأخرى مع اختلاف النوايا و الأساليب.. وفى النهاية بالرغم من كل هذه المهاترات ((ما ذنب السيسى؟))
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة