محمد الدسوقى رشدى

المدد المحمدى للثورة المصرية

الأحد، 05 يناير 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إقرار واقع:
قبل أيام عشنا ذكرى وفاة النبى الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد أيام نعيش ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم، ولأن الطبع المصرى يغلب كل شىء، ستمر ذكرى الوفاة وكأنها لم تأت، وسنتوقف أمام ذكرى الميلاد وكأنها لن تأتى مجددًا.
وما بين الوفاة والميلاد تبقى حقيقة واحدة تقول بأن شيئًا لم يتغير رغم تغيير نتائج الحائط، وزيادة أرقام عداد السنوات، لا شىء تغير هذا العام عن الذى قبله والذى قبل قبله، نفس الهموم، ونفس الأحزان، ونفس الحيرة، ونفس عنق الزجاجة الذى نحن بداخله «محشورين» و«مخنوقين» بعد أن ظننا أن بيننا وبين الخروج منه دفعة واحدة تكفلت بها ثورة 25 يناير، أو ملحقها الذى انفجر فى 30 يونيو.
مناجاة:
الآن فقط لابد أن نتوقف، ندع علبة الحلاوة الشهيرة التى نحملها على أكتافنا كل عام وقت مولدك، نراجع دفاتر حساباتنا الإنسانية ونلقى بنتائجها السوداء خلف ظهورنا لكى نحتفل بك بما يليق بقدرك ومقدارك يا صاحب الفخامة والسمو والعلو يارسول الله.. نحن الآن فى أشد الحاجة إليك، نحتاج لشفاعتك فى دنيانا كما سنحتاجها فى آخرتنا، نحتاج لسماحتك وعونك ونفسك معنا لأن المصائب قد اشتدت علينا.
نحتفل بك الآن بلا حلوى لأن الدائرة تضيق حول رقابنا، ولم يعد للسكر طعمه الحلو، لأن الخلايا التى تتذوقه تنهار قبل أن تحصل على كيلو واحد منه، الآن لا نشترى لأولادنا فارسهم صاحب السيف الذى لا يعرف طريقا لغمده، لأنهم سيكتشفون الخدعة حينما يدركون أن سيوفنا الحقيقية لا تخرج من غمدها، حتى ولو كان قتالا من أجلك أنت أو فى سبيل من بعثك بالحق نبيا.. الآن نحتفل بمولدك ونحن نتوسل إليك أن تمدنا بقوتك التى نشرت بها رسالتك رغم أنف الحاقدين والكارهين.
الآن لا نشترى عروسة المولد لأن أماكن الفرح قد ضاقت والبراح الذى نتمناه قد امتلأ بالأوجاع والأمراض، لا شارع من شوارع مصر يخلو من الحزن على شهيد شاب سقط بغير ذنب، ولا بيت من بيوت مصر يخلو من خوف ورعب بسبب المصائر الغامضة للمستقبل، ولا فراش من فراش أهلها يخلو من مريض بالفيروس «سى» أو السرطان، وهى أمراض تخرب البيوت قبل أن تجلس على تلها، ولا مكتب ولا وزارة تخلو من جيوب بها رشوة أو قطعة أرض حرام، ومسؤولين يتمسكون بالسلطة حتى ولو على جثث آلاف الأبرياء، ولا عرش إلا ويجلس عليه طاغية جبار، أو مجلس يحكم بروح الطاغية الذى سلمه السلطة، لا ينصر مظلومًا ولا يعاقب ظالمًا، ولا يسأل نفسه عن ملايين الأرواح التى تتعثر فى الشوارع المكلف رسميًا برعايتها وحفظ أرواح أهلها وممتلكاتهم.
لم نعد كالبنيان المرصوص، بل كالرصاص المنثور، نقتل بعضنا بعضًا، يبكى الأخ أمام أخيه فلا ترتعش شعرة واحدة فى جسده، الرحمة هربت من قلوبنا يا شفيعنا ورسولنا، والجُبن والضعف استوطناه. الآن نخاف ألا نكون أمتك التى وعدتها بالشفاعة ونعيم الجنة، ونخشى ألا تمد يدك الطاهرة إلينا بتلك الشربة الهنيئة المريئة التى لا نظمأ بعدها أبدا.. نحن عطشى يارسولنا، ونيلنا يجرى من تحت أقدامنا، وجوعى، والزرع الأخضر يداعبه الهواء فى أرضنا، وثورتنا تضيع منا رغم كل قرابين الدم التى قدمناها.. أما لهذا الغضب أن ينزاح؟، ادع لنا يا رسول الله، فنحن أحباؤك الذين اشتقت لرؤياهم وهم غفلوا عنك ولكنهم استيقظوا الآن.
يا رسولنا تبنا وتعلمنا، ومصائبنا خنقت الشياطين بداخلنا، وفى يوم مولدك نعاهدك على أن نضع نقطة ونبدأ من أول السطر.. فقط لا تحرمنا من شفاعتك يوم العرض على المولى عز وجل، ولا تحرمنا منها الآن، ونحن قابضون على جمر المشاكل والمصائب التى فاضت وبلغت حلقوم حياتنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة