نتابع مقال الأسبوع الماضى.. سيذكر التاريخ أنك لم تهرب كما هرب زين العابدين بن على فى أعقاب ثورة تونس وسيذكر التاريخ أنك فضلت التنحى منعاً لإراقة الدماء بين أبناء الشعب مثلما فعل القذافى بليبيا وسيذكر التاريخ أنك لم تعط أوامرك بقتل المعارضين مثلما فعل الأسد بسوريا وسيذكر التاريخ أنك لم تقم بعمل صفقة مع الولايات المتحدة الأمريكية لضمان الخروج الآمن من السلطة مثلما فعل على عبد الله صالح باليمن.
سيذكر التاريخ أيضا أنك لم تُهرب نجليك وأحفادك وزوجتك بل وفيت بعهدك الذى قطعته على نفسك فى آخر خطاباتك حينما أكدت أنك عِشت بمصر وستموت على أرضها.. سيشهد التاريخ أنك ونجليك خضعتم للمحاكمات دون اعتراض أو تجبُر وبمنتهى الرقى والاحترام وسط ضجيج من الشماتة وقلة الأدب والاجحاف بكل معانيه لحقوق الإنسان.. سيذكر التاريخ أنك تركت احتياطى نقدى قدره ٥٦ مليار دولار لم يتبق منه شىء الآن بعد مرور ثلاث سنوات من الفوضى والعشوائية.. سيذكر التاريخ أن مصر فى عهدك لم تتعرض لحرب وسيذكر أنك دافعت عن الكويت وحميت دول الخليج العربى من الشبح الإيرانى.. سيذكر التاريخ أنك لم تفرط فى شِبر واحد من أراضى الوطن ولم تسمح ببناء قاعدة عسكرية أمريكية على أرض مصر بالرغم من الضغط الأمريكى الذى لا يعلمه أصحاب الصوت المرتفع والمتشنجون.. سيذكر التاريخ أنك أمرت بعلاج مرسى العياط بالخارج فى عام ٢٠٠٥ !! وسيذكر التاريخ أن الـ ٧٠ مليار دولار ما هى إلا أكذوبة مثلها مثل موقعة الجمل التى قضت المحكمة فيها ببراءة المتهمين.. سيذكر التاريخ أن نجلك جمال قد نفى أنه يريد حُكم مصر أكثر من مرة آخرها بعام ٢٠١٠ وعلى الرغم من ذلك استمر الأمريكان فى ترويج الشائعة بالتعاون مع الإخوان وعملائهم من النشطاء لإثارة الشعب ضدك وسيذكر ان نجلك علاء يُحاكم على قتل المتظاهرين رغم عدم مسئوليته السياسية ! سيذكر التاريخ ان سيناء لم تُمس فى عهدك وأن قناة السويس لم تُعرض للإيجار فى عهدك وأن الموارد المصرية لم تُستغل أو تزيد بعد تنحيك كما روج البعض بـ ٢٠١١ تحت حجة أن النظام الأسبق سرق الموارد!!
سيذكر التاريخ أنك تركت أقوى جيش بالمنطقة كنت قائده الأعلى لمدة ثلاثين عاماً.. سيذكر التاريخ أنه لم يٌمنع عملا فنيا أو ثقافيا فى عهدك.. سيذكر التاريخ هذا وأكثر ولتسمحوا لى فى النهاية أن أفصح عن السبب الذى دفعنى لكتابة هذا المقال، السبب باختصار يكمُن فى أننى وجدت قلوبا جاحدة لا تعرف شيئا عن الرحمة.. بشر لم يذكروا حسنة واحدة للرجل بثلاثين عاما!! وهو ما يخالف أى منطق وأى قانون لذلك قررت الكتابة حتى يستريح ضميرى وليقينى الكامل بأن مثل هذه الخطوة من الصعب أن يقدم عليها أحد فى ظل قمع وديكتاتورية من أطلقوا عليهم نشطاء!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة