لا يفصل بين احتفالات الإخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، واحتفالات المسلمين بالمولد النبوى الشريف للرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام سوى أيام قليلة، فاليوم يحتفل الأقباط بعيد الميلاد للمسيح رسول المحبة والسلام ويوم الاثنين المقبل يحتفل المسلمون بمولد النبى رسول الهداية والرحمة للعالمين، فى تعانق زمنى نادر يؤكد على وحدة هذا الوطن ووحدة شعبه فى مواجهة دعاة الفتنة والإرهاب وقوى الظلام والتخلف الفكرى والحضارى، وبأن أهله الذين يعيشون على ضفاف نيله منذ آلاف السنين فى رباط وعناق ومحبة وتسامح إلى يوم الدين، لا يقدر أحد مهما بلغت أحقاده وكراهيته لهذا الوطن أن يفرق بين أبنائه وبين العروة الوثقى التى تربط بينهم «فما بينهم ذمة ونسبا» و«هم خير أجناد الأرض».
أعياد المصريين الشهر الحالى تعيد من جديد الوعى للذاكرة الجمعية المصرية التى حاولت قوى الظلام الإخوانية وأنصارها طمسها وتشويهها فى أحلك فترة زمنية مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير، هذه الذاكرة المفقودة التى أعادتها ثورة 30 يونيو فى لحظة تاريخية استثنائية فى حياة المصريين للحفاظ على وحدة الأرض والدولة وهوية الوطن ومكوناته الثقافية والحضارية التى صنعها التاريخ بأيدى أبنائه على مر العصور.
لن يرهب المصريين فتوى عبثية من هنا أو هناك بتحريم تبادل التهانى والتبريكات بين بعضهم البعض، فهذه مناسبة مصرية وعيد مصرى خالص لا يستوعبه أصحاب الفتاوى الجاهلة التى تنتمى لثقافات وأفكار بعيدة كل البعد عن خصوصية وثقافة الشعب المصرى.
من هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس عدلى منصور للكاتدرائية لتقديم واجب التهنئة بعيد الميلاد المجيد للبابا تواضروس ورجال الكنيسة المصرية لتؤكد هذا المعنى التاريخى النبيل والأصيل وترسخ من جديد الدور التقليدى الواعى للرئاسة المصرية ورجالاتها فى تمتين الجبهة الداخلية للوطن، ويؤكد على وحدة شعبه وليداوى جراحا لدى الأشقاء من مرحلة الفتنة الإخوانية التى شهدت ولو أول مرة فى تاريخ مصر الاعتداء على الكاتدرائية المصرية بالعباسية، خالص التهنئة للمصريين فى أعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح وفى عيد المولد النبوى الشريف ولا عزاء لأصحاب العقول المنغلقة والفتاوى الظلامية، فلا مكان لهم بيننا وليذهبوا بخطابهم وأحاديثهم الكريهة إلى حيث تهوى عقولهم وقلوبهم.