ناصر عراق

الدستور الجديد بين تفاؤل المصريين وتشاؤمهم!

الأربعاء، 08 يناير 2014 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت حصيلة شغب الإخوان يوم الجمعة 3 يناير 2014 هى: 18 حالة وفاة، و235 مصابًا، والقبض على أكثر من 200 من عناصر الجماعة الإرهابية وفقاً لما نشرته وسائل الإعلام، ناهيك عن إشعال حريق هنا وهناك، وإتلاف أوراق وتدمير أبنية!

هل جُن جنون الجماعة لترتكب كل هذه الموبقات فى يوم واحد، برغم أنها تعرف أن خطر الملاحقة الأمنية سيطاردها بوصفها جماعة إرهابية كما أعلنت الدولة ورحّب الشعب؟ أم أنها تهدف إلى أمر آخر أكثر أهمية، تضحى من أجله بأعضائها ومناصريها السذج؟ الحق أن الهدف واضح، فموعد الاستفتاء على الدستور الجديد على الأبواب، وإذا ما تم تمريره، وهو ماسيحدث بإذن الله، فإنه سيمثل ضربة قاصمة لهذه الجماعة الموبوءة بأكثر الأفكار فسادًا، لذا على الجماعة أن تشعل الحرائق وتقتل المواطنين بهدف قذف الرعب فى قلوب الناس، فلا يخرجون ولا يستفتون!
إذا كان هذا الكلام صحيحًا، وأظنه كذلك، فكيف نفسر الحالة النفسية لجموع المصريين، إذ نجد قومًا يتكئون على التفاؤل، ونرى قومًا آخرين يعانقون التشاؤم، فإذا قدّر لك مجالسة مجموعات مختلفة من المصريين، ستكتشف على الفور أن غيوم التشاؤم تطفو فوق مجموعة، بينما سحابات التفاؤل تحتضن مجموعات أخرى، ونتابع نبرات تزعم أن الإخوان سيدمرون البلد وأنه لا أمل فى استعادة الأمن مرة أخرى، وأنهم يمثلون جماعة شرسة مدعومة من الأمريكان والتنظيم الدولى لا قبل لنا نحن المصريين بمواجهتها، فى الوقت الذى يصر فيه آخرون على أن الجماعة فى النزع الأخير، وأن عنفها ما هو إلا إعلان غير رسمى عن إفلاسها، وأن التاريخ ينتظر وفاتها بين لحظة وأخرى!

إنه التأرجح بين التفاؤل والتشاؤم، والذى يمكن إرجاعه إلى أمرين: الأول ثقافة الفرد وقدرته على قراءة الواقع والتاريخ، ومن ثم استنتاجه أنه ما من جماعة إرهابية انتصرت على شعب ودولة، فإذا كان جهازه النفسى ينتمى إلى طائفة المتفائلين فى الحياة تعامل مع الجماعة وعنفها بما يناسبها، ووضعها فى حجمها الطبيعى، ومن ثم اطمأن إلى أن سلوكها المخبول لا مستقبل له على الإطلاق وهكذا سوف يتوجه إلى مقرات اللجان فى الاستفتاء بقلب ينبض بحب الحياة وينتصر للمستقبل الأجمل!

أما الأمر الثانى الذى يرجح نغمة التشاؤم، فيعود فى المقام الأول إلى أن هناك بعص الشخوص الذين يفتقرون إلى الدراية الكافية بالواقع والماضى، ولا يمتلكون منهجًا علميًا لتحليل ظاهرة شاذة مثل ظهور الجماعة ونموها ثم اندحارها فى أقل من قرن، كما أن جيناتهم الوراثية تميل دومًا إلى رؤية النصف الفارغ من الكوب، فيظلوا يروجون لأفكار سوداء ويتوقعون مصائب كبرى، ويعلنون أن البلد ضاع، وأن الإخوان قادمون، وأن المستقبل مفقود وأن.. وأن..!

هذه هى حال مصر الآن قبل الاستفتاء على الدستور الجديد، صخب وحوارات ومناقشات جوهرها مدى المعرفة الكافية بتاريخ الجماعات الإرهابية ومصيرها البائس من ناحية، فضلاً عن طبيعة الجهاز النفسى لكل واحد منا، وهل هو جهاز سُوّى من تفاؤل أم فُطرَ على التشاؤم؟!

أحمد الله أننى إلى القوم المتفائلين أقرب.. وأقرب بكثير!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التفاؤل مطلوب لانه يعين صاحبه على تقدير حجم المشكله وحسن التصرف فى علاجها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

بصراحه انا اتهم الحكومه بالتخاذل وعدم الحسم فى القضايا المصيريه للدوله

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

تخيل معى عبد الناصر يواجه الارهاب وتهديد امن البلاد - كيف سيتصرف

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

عموما التفاؤل موجود ولكن الكارثه اذا رجعت ريما لعادتها القديمه واتلم المتعوس على خايب الرج

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفكر المكبل لا يصنع ابداعا ولا ينتج انجازا - لابد ان نتحرر من قيود التخلف واساطير الظلام

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

سنقول نعم لانتشال السفينه الغارقه فى ملذات الفلول والاخوان - ولن نرحم من اغرقها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

حبيبه حمد الله

دستور الخزي والعار وصمه عار علي جبين المصريين

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو المعلاوي

نعم للدستور

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة