لم يصدر أى نفى رسمى من قطر على ما كشفت عنه حركة «إخوان بلا عنف» من منح الدوحة الجنسية القطرية لقيادات الإرهاب الهاربة من مصر، مثل الإرهابى المتقاعد عاصم عبدالماجد، والقيادى بجماعة الإخوان الإرهابية محمود عزت، وأكثر من 500 شخصية من القيادات الإخوانية والتكفيرية الهاربة من مصر والسعودية. إذا صحت المعلومات، وربما تكون كذلك، فالسلطة الحاكمة فى قطر تغامر بدولتها الصغيرة، وتضحى بالشعب القليل وتلعب بالنار من أجل إرضاء واشنطن لمحاصرة مصر مع باقى حلفائها فى المنطقة لإفشال خارطة الطريق بداية من الاستفتاء على الدستور.
قطر تدريجياً تتحول إلى حاضنة لقادة الإرهاب فى المنطقة، وأصحاب السوابق فى قتل المصريين، والتفاخر بجرائمهم فى حق الشعب المصرى وغيرهم من شعوب المنطقة، وعندما تمنح لهم الجنسية، فسوف يتحولون إلى مواطنين لهم حقوق سياسية ومطالب اجتماعية فى الدولة الراعية لهم، ويصبح من حقهم ممارسة حرياتهم فى تشكيل جماعات وتنظيمات سياسية وعسكرية تكون قاعدتها الدوحة، لارتكاب أعمال الإرهاب فى دولهم الأصلية، ونشر الفتنة والفوضى فيها، ولن تستطع قطر الدولة صغيرة الحجم مواجهة هؤلاء أصحاب الخبرات التاريخية المهولة فى العنف والقتل والفوضى والإرهاب، وتحديداً الأخ الإرهابى السابق عاصم عبدالماجد الذى لم يعلن توبته عن مقتل العشرات من جنود وضباط مصر فى عام 81 عقب اغتيال تنظيمه الإرهابى للرئيس الراحل أنور السادات. عبدالماجد مازال له طموحه فى مواصلة إرهابه القديم، وإعادة تشكيل تنظيمه القديم خارج مصر، والفرصة متاحة الآن فى الدوحة مع وجود بقايا الجماعة الإسلامية وأفراد من تنظيم الإخوان. على قطر أن تعى درس الفوضى وضياع الدولة فى العراق وسوريا وأفغانستان، ومحاولات تنظيم القاعدة وباقى التنظيمات التكفيرية الأخرى السيطرة على نظم الحكم فيها، واتخاذها قاعدة انطلاق للإرهاب، لن يكون مفاجئا أن نستيقظ ذات يوم لنجد عاصم عبدالماجد يقود انقلابا ضد السلطة فى قطر، ثم نجده بعد ذلك حاكماً وأميراً لها، إذا لم يدرك الأشقاء هناك أنهم يلعبون بكرة النار الملتهبة التى ستحرق كل شىء لديها، فمصر ستبقى.. أما دونها من هوامش الأشياء فسوف يزول.
المجاملة فى الشر لن تجدى أيا من دول المنطقة بما فيها قطر، فواشنطن لا تبقى على أحد باستثناء مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة، وفى التاريخ دروس وعبر كثيرة.