محمد الدسوقى رشدى

فقه المراجعة الثورية!

الأربعاء، 08 يناير 2014 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت طيب أوى.. طيب أوى للدرجة التى تصور لك أن القراءة من كتاب «يوتوبيا» أمر كافٍ للتعاطى والتعامل مع الواقع المصرى المشتبك والمرتبك، دون أن تسعى ولو مرة واحدة خلال السنوات الثلاث التالية لثورة 25 يناير إلى دراسة الواقع، والتعامل معه بعيدًا عن أرض الأحلام، ومثالية تحقق الغايات الشريفة بمجرد أن تتمناها، أو تحتشد فى الميادين للمطالبة بها.. أنت طيب جدًا يا رفيق مسيرات 25 و28 يناير، لأنك لم تدرك حتى الآن أن طريقتك الحالمة لم تجلب لمصر الجنة، لا فى 25 يناير 2011، ولا فى 30 يونيو 2013، ومع ذلك لا تمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ.. خطأ ترويج أحلام تعلم مسبقًا أن تحقيقها فى فترة زمنية قصيرة أمر مستحيل، وخطأ الاستسلام لعجائز زمن مبارك فى القوى المدنية وجماعة الإخوان والسلفيين والعسكر لكى يديروا أمور ثورتك نيابة عنك.

أنت أيضًا يا زميل مواجهات الخرطوش من داخلية حبيب العادلى ظالم وغير عادل، دومًا تستدعى شماعة الشعب البسيط الجاهل لكى تعلق عليها فشل تحقيق أحلامك التى لم يتم ضبطك يومًا ما وأنت متلبس بتمهيد طريق الواقع لها، أنت مثلًا مصدوم بشكل مستفز، ومثير للضحك من الملايين المصرية التى تهتف باسم وزير الدفاع وتتمناه رئيسًا.
ستهرب كالعادة وتتهمنى بالترويج للفريق السيسى!

لا أبدًا، أنا أسعى لتشخيص داء الواقع حتى ننجح فى اختيار الدواء، وأول طريق العلاج أن تسترجل وتعترف يا عزيزى أننا فشلنا على مدار 3 سنوات فى تقديم بديل حقيقى متماسك ومتعاون للشارع المصرى، يغنيهم عن استدعاء القوات المسلحة.

المصريون ليسوا عبيدًا، لا لبيادة، ولا للحية أو عمامة دينية.. المصريون فى الشوارع عبيد لمستقبل أولادهم، ولقمة عيشهم، فلا تهرب من فشلك فى تقديم بديل قوى قادر على إقناع الشعب بأنه يملك زمام أمره، وقادر على أن يضمن لهم المستقبل بخطط وبرامج لها جداول زمنية محددة للتنفيذ، وتتهم الناس بأنهم عبيد للبيادة، لأن واقع الشهور الـ30 الماضية بعد الثورة يؤكد أنك يا عزيزى عبد أحلامك التى فصلتها عن الواقع، والإخوان عبيد أحلامهم المرتبطة بأستاذية العالم التى لا تعترف بمصر وطنًا، والنخبة عبيد مصالحها ومكاسبها الخاصة، والقوى الباقية من نظام مبارك عبيد السلطة التى تمنحها القوة والنفوذ.

الكل إلا المواطن المصرى الغلبان الذى تسخر أنت من جهله ومرضه وفقره عضو فى قوائم العبيد، فاسترجل وانزل إليه، فكر ولو لمرة واحدة فى خلق صيغة جديدة أو طريقة واحدة فاعلة للتعامل بها مع الشارع وأهله، بعيدًا عن التنظير وتغريدات تويتر، والشعارات التى لا يعرف لها الواقع طريقًا، ولا تعرف هى إلى الواقع سبيلاً.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة