داخل خرابة ما، أو ربما خلف مصنع الكراسى ستجده هناك مهموما مذعورا مخبولا بشكل مؤقت كما الفتاة التى انتهت للتو حفلة اغتصابها على أيدى مجموعة رعاع.
متكورا، متقرفصا يجلس التاريخ وحيدا فى الركن، يبصق عن يمينه وعن يساره، ويسعل حينا، ويهمهم بمجموعة من الشتائم، ويصرخ بمجموعة من اللعنات يصبها على أسماء من فرط ضآلتها لا يكاد يسمعها سائر بجوار ما ارتكن إليه التاريخ من بقايا جدار.
فى خلفية هذا المشهد الجنائزى تتداعى مجموعة صور لملوك مصر الأوائل نارمر موحد القطرين ورمسيس وحتشبسوت ومن بعدهم صلاح الدين ومحمد على وعبد الناصر والسادات وعبدالمنعم رياض ومصطفى كامل، تغزو ملامح أصحاب هذه الصور الكثير من الفزع ويستأذنون جميعا فى الانصراف طالبين من التاريخ أن يشطبهم بـ«أستيكة» من دفاتره.
يتبع المشهد السابق مشهد آخر تتهادى فيه مجموعة من الصور لمحمود بدر وتوفيق عكاشة وإلهام شاهين وفيفى عبده والسيدة أم عصام «بتاعة سيسى يس أوباما نو» ومعهم مجموعة من الإعلاميين صناع الفتنة وهم يطلبون من التاريخ أن يدرج أسماءهم فى دفتره ضمن قائمة صناع التاريخ ومشعلى ثورة 30 يونيو ومنقذى مصر من شبح الإخوان.
فى مشهد مواز يبكى المصريون حالهم وهم يطالعون الأنباء التى تخبرهم أن أولادهم سيدرسون فى كتب المدرسة أن السيدة أم عصام وفيفى عبده وإلهام شاهين ومحمود بدر صنعوا التاريخ المصرى وتتصدر صورهم كتاب الصف الأول الثانوى، وحينما يظهر رجال وزارة التربية والتعليم لنفى خبر الغلاف وتأكيد خبر وجود محمود بدر فى كتاب التاريخ كمفجر ثورة 30 يونيو يعود التاريخ إلى حالته الأولى كما الفتاة التى انتهت للتو حفلة اغتصابها على أيدى مجموعة رعاع، ثم تتدهور حالته أكثر وأكثر حينما يعلم أن البعض فى مصر يعيش غير مستنكر لمساواة إلهام شاهين وفيفى وتوفيق عكاشة وأم عصام بسعد زغلول ومحمد على والسادات، ثم تتدهور الحالة أكثرا فأكثر ويتحرك من الركن ليسير فى الشوارع كما المجاذيب حينما يعلم أن السيدة حياة الدرديرى تطالب بوضع فصل كامل عن بطولات توفيق عكاشة ومنهجه فى حشد الشارع داخل كتب تاريخ التلاميذ فى الابتدائى والإعدادى.
التاريخ لا يشكو، التاريخ يتألم من وحشية الاغتصاب، خاصة أن حفلة هذه المرة جاءت بعد فترة وجيزة من حفلة الإخوان لاغتصاب التاريخ بإضافة حسن البنا وصوره ومنهجه إلى كتب التاريخ بعد أن وصل إلى الحكم.
التاريخ استسلم لعبث أهل المحروسة، لن يغادر منطقة ما خلف مصنع الكراسى هو يجلس هناك متكورا حول نفسه المهزومة فى انتظار المزيد من حفلات الاغتصاب والمزيد من الأجنة غير الشرعية التى سترسم لمستقبل هذا الوطن ملامحا غير طيبة لأن الماضى الذى يتم تدوينه باستهتار وسذاجة لا يخلق سوى مستقبل أسود.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة