(افتح قلبك مع د. هبة يس).. أصدق إحساسى؟

الأربعاء، 01 أكتوبر 2014 01:08 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. أصدق إحساسى؟ د. هبة ياسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (هاء) تقول:
أنا شابة عمرى 35 سنة، لم أتزوج حتى الآن، بالرغم من أنى جميلة، ومن عائلة ميسورة، وكبيرة ومعروفة فى الصعيد، بالإضافة إلى أنى حاصلة على درجة الدكتوراة، تقدم لى كثيرون، رفضت بعضهم، ولم يحدث لى قبول عند البعض الآخر، والنتيجة أنى بقيت بدون زواج حتى الآن، ولا أخفيكى سرا فأنا كنت أخاف الارتباط فعلا، وأتمنى تأجيله لأن علاقة والداى لم تكن بالتجربة الناجحة أبدا، مما ترك لدى انطباعا سيئا عن الزواج ككل.

تعرفت منذ فترة على شاب عن طريق أحد المواقع الإسلامية، يعمل مهندسا فى إحدى الدول العربية، سبق له الزواج، وله ابن، تحدثنا هاتفيا، ثم جاء لطلب يدى بشكل رسمى فى فترة وجيزة جدا، مما أسعدنى وطمأننى إلى جديته، وتمت الخطوبة سريعا وسط فرحة كبيرة من والداي، لأنهم وبصراحة كانوا يرون أنه الأمل الأخير.

لكنى وفى وقت قصير فهمت كم هو شخص غيور، والأصعب من ذلك أنه شكاك بشكل لم أعتده، فمثلا عرفت أنه يراقب موبايلى، وحساباتى الشخصية على المواقع الاجتماعية، بل وحتى المواقع والمنتديات التى أدخل عليها باستمرار، حتى أنى لاحظت مؤخرا أن موبايلى يتعرض لكمية تليفونات مجهولة غير مسبوقة، شككت فى البداية فيه، وبالضغط عليه اعترف لى أنه هو فعلا من يحاول اختبارى بالاتصال بى من أرقام مختلفة، غضبت وثرت بشدة وأخبرت والداى، فما كان منه إلا أنه بكى واعتذر أمامهم، ووعد بألا يتكرر ذلك ثانية، وتعذر بأن سبب انفصاله عن زوجته الأولى كان بسبب غيرته عليها وشكه فيها أيضا.

أنا خائفة جدا من هذا الارتباط، خاصة وأنى لاحظت أنه يبكى كثيرا، وكأنه يحل كل مشاكله بهذه الطريقة، الأمر الذى لا أراه متناسبا إلا مع الأطفال، ولكنى عندما صارحت أهلى بمخاوفى تلك، ورغبتى فى عدم إتمام الارتباط قوبلت بموجة غضب عارمة، ورفض عنيف، فهم لا يرون أن ذلك عيبا يستحق، فماذا أفعل؟، هل أسمع كلامهم أم أسمع كلام قلبى غير المطمئن؟.

وإليكى أقول:
طبعا استمعى لصوت (حدسك) ولا شك، فقلبك غير المطمئن هذا استطاع أن يرى ما لم يره والداك للأسف، أو ربما رأوه ولكنهما قررا التغافل عنه فى سبيل الخلاص من وصمة بقاء ابنتهم بلا زواج حتى هذا السن، وتلك هى غلطة الكثير من الفتيات والآباء الذين يمرون بمثل هذه التجربة- تأخر سن الزواج- فكثيرات هن من يقبلن على الارتباط بأشخاص لا يقبلونهم حقا، أو يرون ما بهم من مشاكل وعيوب واضحة جلية، ولكنهم يغمضون أعينهم عنها عمدا فى سبيل أن يحملن لقب (متزوجة)، ظنا منهم أنهم يهربون من عذاب وآلام العنوسة، لكن ما هى إلا أيام أو شهور على الأكثر وتطفوا المشاكل والعيوب وكل السلبيات على السطح، فتجد الفتاة نفسها وقد هربت من مشكلة إلى معضلة أكبر، تماما كالمستجير من الرمضاء بالنار، وفى هذه الحالة لا تجد أمامها سوى أحد الخيارين، إما تستمر فى حياة (تقصر العمر)، أو أن تنفصل لتحمل لقب (مطلقة) بدلا من لقب (عانس) الذى كانت تهرب من ويلاته، هذا بالإضافة إلى احتمال وجود ضحية جديدة فى الموضوع ألا وهو طفل جاء إلى الدنيا ليعيش بلا أب.

الغيرة والشك من العيوب (المزمنة) التى لا تفارق الشخص غالبا طوال حياته، مهما كبر ونضج، ومهما أوذى أو تعذب منها، كذلك هما من العيوب القاسية المنغصة للحياة فعلا، واللذان لا يمكن التعايش معهما إلا من جهة شخصيات معينة، لديها قدرة كبيرة على التأقلم والتكيف والكياسة، لهذا فلا تعتقدى أن الحياة ستكون سهلة بالزواج من مثل هذا الشخص، مهما كثرت المميزات والمغريات، خاصة عندما نسلم أنه على الأرجح لن يتغير.

نقطة أخرى لا يجب أبدا أن تغفليها- ولا أعرف كيف أغفلها والداك- هى أن زواجه الأول فشل لنفس السبب، هذه وحدها علامة إنذار قوية، ومؤشر خطر صارخ، لأنه ربما سيتكرر نفس الموقف معك، وأنك ربما لن تستطيعى الاحتمال فتفرى بنفسك من هذا الزواج، حتى وإن بقى هو عليك، وأراد الاستمرار معك.

وأنا معك أيضا فى أن البكاء ليس حلا للمشاكل على الإطلاق، وإنما هو وسيلة هروب وتملص من المسئولية بالدرجة الأولى، وهذا وإن لم يكن مقبولا من النساء مرة، فهو غير مقبول من الرجال ألف مرة بكل تأكيد.

باختصار يا عزيزتى أنت الخاسرة فى مثل هذا الارتباط، اثبتى على رأيك وانهى هذه الخطوبة فى أقرب وقت، وقالوها زمان (قاعدة الخزانة ولا جوازة الندامة).. مع تحفظى على بعض الألفاظ طبعا.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:

Dr. Heba Yassin










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة