تأهب الحسين بن على، رضى الله عنه، إلى السير من مكة للكوفة فى العراق، ألح الناس عليه أن لا يفعل خوفا من بأس يزيد بن معاوية، وبطش تابعه ابن زياد وغدر أهل الكوفة، ونصحه ابن عباس فى أن يمضى إلى اليمن فيقيم فى شعب من شعابها بعيدا عن يد السلطان وقريبا من شيعته هناك، لكن الحسين مضى لوجهه ولم يمض وحده، وإنما احتمل معه أهل بيته، وفيهم النساء والصبيان، ولم يسمع إلى مشورة ابن عباس الذى أشار عليه أن لم يجد بدا من المسير أن يترك أهل بيته وادعين آمنين.
هكذا يصف الدكتور طه حسين، فى كتابه "الفتنة الكبرى _ على وبنوه" الحال الذى كان عليه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم مضى إلى قدره فى معركة كربلاء، التى بدأت فى مثل هذا اليوم "10 أكتوبر عام 680"، واستمرت ثلاثة أيام، ومازالت نعيش أصداءها رغم كل هذه القرون التى مضت عليها، فهى التى عمقت الجروح بين "الشيعة" و"السنة"، بالرغم من القيمة الجليلة لـ "الحسين" لدى الطرفين، وبقائه فى التاريخ الإسلامى رمزًا للاستشهاد فى سبيل المبدأ.
رفض "الحسين" إعطاء البيعة ليزيد بن معاوية كخليفة للمسلمين بعد والده، والتى طلبها معاوية فى حياته، وكان هذا الفعل من معاوية جديدًا على المسلمين يقول عنه الدكتور طه حسين: "لم يأخذ أحد من الخلفاء السابقين السلطان بالسيف، ولم يورث الخلافة أحد بنيه، ولم يقل ما قاله معاوية ذات يوم بمحضر صعصعة ابن صوحان: "الأرض لله، وأنا خليفة الله، فما أخذت فلى وما تركته للناس فبالفضل منى".
أقام الحسين فى مكة رافضًا بيعة يزيد، وبدأت الاتصالات مع أهل الكوفة يطالبونه بالمجىء، لكى يكون إمامهم، وخلع يزيد وإخراج عامله النعمان بن بشير، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة سرًا، ليقف على الأمر بنفسه، حتى اكتشف حاكمها عبد الله بن زياد الأمر، وجيئ به إلى قصره، فقتله فى أعلى القصر، وألقى رأسه ثم جسمه إلى الناس.
فى هذه الدراما، سنجد التحذيرات لحفيد رسول الله من تصديق أهل الكوفة، وهى موجودة بكثرة فى كتاب "استشهاد الحسين" للإمام الحافظ ابن كثير، تقديم الدكتور جميل محمد غازى، الصادر عن مطبعة المدنى، ومنها أنه فى طريق الحسين إلى كربلاء قابله "الفرزدق" فسأله عن أمر الناس وما وراءه، فقال له: "قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بنى أمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء".
حين اقترب "الحسين" من العراق قابله الحر بن يزيد الذى خرج على رأس ألف من الجند بأمر "بن زياد"، وكانت الأوامر له بأن يحول بين الحسين وبين ذهابه إلى أى أرض، وألا يفارقوه حتى يأتيهم أمره، ولما عرف الأعراب الذين خرجوا ليكونوا مع الحسين بهذا، تفرقوا حيث أيقنوا أنها الحرب التى بدأت فى مثل هذا اليوم.
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 10 أكتوبر 680.. بدء معركة كربلاء بين الحسين بن على وجيش يزيد بن معاوية.. استمرت 3 أيام وعمقت الجروح بين السنة والشيعة
الجمعة، 10 أكتوبر 2014 09:54 ص
صورة ارشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة