توماس فريدمان: الدواعش كائنات دخيلة توّسعية

الأحد، 12 أكتوبر 2014 03:11 م
توماس فريدمان: الدواعش كائنات دخيلة توّسعية الكاتب الأمريكى توماس فريدمان
نيويورك (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شبّه الكاتب الأمريكى توماس فريدمان مقاتلى تنظيم "داعش" بالكائنات الدخيلة التوّسعية فى أرض كل من العراق وسوريا.

ودللّ على ذلك –فى سياق مقال نشرته (النيويورك تايمز)- بشهادة أحد المسؤولين العراقيين الذى رصد تسمية الدواعش للشيعة العراقيين بـ"الرافضة" وهى كلمة غريبة وغير مستخدمة فى المجتمع العراقى بحسب ذلك المسؤول، وإنما هى وافدة من السعودية حيث يستخدمها أصوليو الوهابية.

واستعان فريدمان بحقائق علمية حول النباتات الدخيلة التوسعية مشيرا إلى أنها لا تنمو وتزدهر إلا فى الأراضى البور أو على مفارق الطرق.. وأن تلك النباتات فى بعض الأحيان قد تحدث اضطرابا فى نظام البيئة التى نبتت فيها، وتؤثر بلا رحمة على حياة النباتات الأخرى الأصلية وقد تزيحها نهائيا وتحل محلها، وتضر بالتنوع البيولوجى الطبيعى بحيث لا يبقى غيرها فى المكان.

وأكد فريدمان أن "ائتلاف" داعش القادم من بلاد شديدة التنوع كالشيشان وليبيا وبريطانيا وفرنسا واستراليا والسعودية، لم يكن له لينتشر بهذه السرعة رغم قلة عدد مقاتليه إلا فى ظل مجتمعات ممزقة كتلك الموجودة بالعراق وسوريا حيث تمكن هؤلاء الغزاة من تشكيل تحالفات مع المضطهدين من أبناء تلك المجتمعات سواء أكان هؤلاء علمانيين عراقيين أم سُنة سوريين أم جنودا سابقين فى الجيش البعثى ممن لم تكن مشكلتهم طائفية فى أساسها بقدر ما تعلقت بمن يَحكُم البلاد.

ولفت الكاتب إلى أن الدواعش اليوم –أجانب ومحليين- يمارسون معا ضغوطا على كافة أبناء العراق وسوريا الأصليين بهدف مُعلَن هو القضاء على التنوّع فى هذه المجتمعات الذى كانت ذات يوم متعددة، لتصطبغ بصبغة واحدة هى صبغة هؤلاء الظلاميين.

ورأى فريدمان أنه من السهل التعرف على المناخ المهيِّئ لانتشار الدواعش واتساع دولتهم، معيدا إلى الأذهان كيف "تم إنهاك المواطن العراقى فى حرب تلو الأخرى، الأولى استمرت ثمانى سنوات ضد إيران والثانية كانت حرب الخليج الأولى بعد اجتياح صدام حسين للكويت ثم إخضاعه على مدى عقد من الزمان لعقوبات أُمَمية كسرت الطبقة المتوسطة فى البلاد، ثم كان على هذا المواطن العراقى احتمال سنوات من الفوضى على أثر الاجتياح الأنجلو أمريكى لبلاده الذى سلّم مقاليد العراق لنظام فاسد وحشى مناصر لشيعة إيران بقيادة نورى المالكى الذى لم يدّخر ذرة من جهده للإبقاء على السُنة العراقيين قيد الفقر والقمع... هذا بالضبط هو المناخ السياسى الممزق الذى تهيأ لكى تنمو داعش وتربوا وتزدهر على أرضه".

وعاد فريدمان إلى التماس الحقائق العلمية للقضاء على النباتات الدخيلة التوّسعية على غرار الدواعش، مُنّبها على "ضرورة استخدام مُبيدات حشائش بشكل حريص وممنهج (حرب الرئيس أوباما الجوية)، لكن فى الوقت نفسه يتعين العمل على تقوية جانب النباتات الأصلية (جهود أوباما لتشكيل حكومة وحدة وطنية فى بغداد بشراكة شيعية - سنية - كردية).

ودعا صاحب المقال إلى ضرورة أن تضغط أمريكا على الحكومة العراقية الغنيّة بالنقد للتركيز على تقديم الخدمات لكل عراقى لا يزال تحت سيطرتها وتوفير أمن وظائف ومدارس أفضل بغض النظر عن الانتماء الطائفي.. وقال فريدمان "بهذه الطريقة يمكننا تقوية النظام البيئى ضد الكائنات الدخيلة".

واختتم بالقول "عادة ما نغالى فى تقدير التدريب العسكرى والقوة ونقلل من أهمية ما تحتاجه أمم كالعرب والأفغان: من نظام حُكم لائق وعادل، والذى لا يمكن بدونه الرهان على مواطن حقيقى لديه الرغبة فى النضال، وعندئذ فلا معنى للتدريب والقوة العسكرية".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة