محمود سعد الدين

البطل العباسى وعلم أكتوبر وسر «الله أكبر»

الإثنين، 13 أكتوبر 2014 06:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تسجل محاضر اجتماعات هيئة عمليات القوات المسلحة وقت حرب أكتوبر الاتفاق على كلمة «الله أكبر» كهتاف رئيسى وقت العبور رغم اهتمامها الشديد بالتفاصيل الصغيرة للمعركة، ولم يذكر أى من القادة العسكريين فى شهاداتهم عن ساعات النصر تلقيهم تعليمات بشأن ترديد «الله أكبر» كهتاف يبث الرعب فى جنود العدو، اللهم إلا شهادة واحدة يفسر فيها بطل حقيقى من أبطال أكتوبر، كيف كانت الصيحة الأولى «الله أكبر» وكيف رددها الجميع حتى زلزلت سيناء وتحقق النصر.

الشهادة للجندى محمد العباسى، بطل المشهد الرئيسى فى حرب أكتوبر، بطل أهم صورة فى تاريخ العسكرية المصرية، بطل صورة علم أكتوبر يرفرف على خط بارليف، بعد تنكيس علم إسرائيل.
لحظات القلق كانت تملأ قلب كل جندى يشارك فى عبور القناة، بقدر الأمل فى الله، خوف من المجهول، خوف من الخطوة التالية للعبور، خوف من عدم نجاح سلاح الطيران المصرى فى التأمين والتمهيد للجنود على أرض المعركة للتقدم.. تبدد الخوف بعد أن شاهد الجنود وهم يعبرون القناة عودة أسراب الطيران المصرى بعد نجاحها فى تحطيم مراكز قيادة مطارات العدو الإسرائيلى وشل حركته.

يقول البطل العباسى: «لن أنسى مشهد عودة الطيران، وسبحان الله، شاهدنا السحاب يتشكل بكلمة «الله أكبر»، صدق أو لا تصدق.. لكنها إرادة الله، وكانت إشارة البدء لنا، فقلت وأصدقائى «الله أكبر» وردد الجميع خلفنا، وأصبحت صيحة «الله أكبر» شعارنا الأساسى فى المعركة، كنا نعبر ونردد «الله أكبر»، نصوب السلاح تجاه العدو ونردد «الله أكبر»، نكسب أرض جديدة بساحة المعركة، ونردد «الله أكبر»، ومع كل مرة نردد فيها «الله أكبر»، كان العدو يزداد رعبا، ونحن نزداد أملا بالله وثقة فى النجاح والفوز وتحقيق النصر وقد كان.

قصة العباسى مع العلم قصة درامية، لم يخطر بعقله أبدا أنه سيحمل علم مصر الأول على سيناء بعد النصر، أو أن الاختيار سيقع عليه من بين مئات الآلاف التى عبرت القناة لكى ينال الشرف وينكس العلم الإسرائيلى ويرفع العلم المصرى.

يقول العباسى: «بعد ما عبرنا أسرعت وعدد من الجنود نحو دشمة من دشم خط بارليف ولم نخش الألغام أو الأسلاك الشائكة التى مزقت ملابسنا، وفتحنا النيران على جنود العدو الإسرائيلى مرددين الله أكبر، وقتلنا 30 إسرائيليا وأسرنا 21 وصعدنا إلى قمة الدشمة.. وهنا حصلت المعجزة.. قائد الكتبية قال لنا مبروك.. مبروك يا ناجى.. مبروك يا محمد.. مبروك يا حسين مبروك يا عباسى.. ثم توقف قليلا وقال خد العلم يا عباسى، وفعلا أخذت العلم وفرحتى ما أقدرش أوصفها.. نزلت العلم الإسرائيلى ورفعت العلم المصرى، ووقتها ما كنتش مصدق.. هو دا حلم ولا علم».

قد يكون العباسى قد تلقى مكافآت وشهادات تقدير نظير موقفه البطولى فى أكتوبر، لكن لم يقدر بالشكل المطلوب، فبطل علم مصر على بارليف، ردت له الدولة الاعتبار بأن عينته فى أحد الوحدات الصحية بأحد القرى، فهل هذا يليق ببطل.

فى شهر الانتصارات.. شكرًا سيادة البطل صاحب علم مصر المرفرف أعلى بارليف وشكرا لأنك أطلقت على ابنتك اسم «نصر» اعتزازا بنصر أكتوبر  ولشعبك وأحفادك أن يفتخروا بك.

> عزيزى القارئ، خصصت مقالاتى بشهر أكتوبر للكتابة عن أبطال النصر، انطلاقًا من الحفاظ على ما تبقى من عطر أكتوبر، واليوم مقالى الرابع.. أدعوكم لمراسلتى ومشاركتى الكتابة عن أبطالنا الحقيقيين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة