سيف سلماوى، وأحمد العايدى وجهان صادقان، الأول نجح فى مجال النشر، وبعث الحيوية فى سوق الأدب بروحه الشابة المحبة للكتابة والكتّاب، وله إسهام حقيقى فى تجربته مع دار الشروق المصرية، ومع بلومزبيرى القطرية.. الثانى صاحب رواية «أن تكون عباس العبد» الفاتنة، وشاعر العامية، شخص جاد، قليل الكلام، موهوب، يعرف أقدار الناس، ولا يتورط مثل كثيرين من أبناء جيله فى المعارك الصغيرة.. الاثنان أكرمانى بباكورة إنتاج «الكرمة للنشر والتوزيع»، .. أنت أمام كتب أنيقة على مستوى الشكل، مريحة لا توجد بها بهرجة، إخراج فنى بسيط ومتقن لا يشبه إنتاج أى دار أخرى.
مختارات «الكرمة» تشير إلى ذائقة منحازة لتاريخ الكتابة.. رواية «مليم الأكبر» لعادل كامل، وبيان مؤلفها الذى ينتمى لجيل نجيب محفوظ الذى اعتبره خيرى شلبى مصدر مقولات أدونيس، «النزول إلى البحر» لجميل عطية إبراهيم، «إجازة تفرغ» لبدر الديب، «الناس فى كفر عسكر» لأحمد الشيخ، «دنقلا» لإدريس على، «الشبكة» لشريف حتاتة، وغيرها من الأعمال التى تنعش الذاكرة.. التفكير فى إعادة أعمال مثل هذه مغامرة لا شك، لكنها تؤكد جسارة الدار الجديدة التى تسعى إلى بعث الأصوات التى اختفت فى زحام الأكاذيب وسوء النية، وتشير إلى تجارب نوعية فى الكتابة لم تأخذ حظها الكافى من الشهرة.
بالطبع نحتاج إلى وجوه جديدة على أغلفة «الكرمة» فى المستقبل، لكى تكثر عزوة الثقافة المصرية الخلاقة، والتى يعد إنجازها أفضل ما يحدث فى مصر الآن، وجود «الكرمة» بجوار «ميريت» و«شرقيات» و«العين» و«الدار» وبقية دور النشر المنحازة للموهبة.. حاجة تفرح.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة