محمود كارم يحدد أسباب الإرهاب فى المنطقة بمنتدى البحر المتوسط

قدم السفير المصرى، محمود كارم، تقريرا يحدد أسباب تصاعد موجة الإرهاب والتطرف فى منطقة الشرق الأوسط، وذلك فى أولى جلسات منتدى البحر المتوسط والخليج العربى المنعقد فى جزيرة كاليارى الإيطالية الذى بدأ أول أنشطته اليوم، الأربعاء.

وذكر "كارم"، الذى تبوأ منصب سفير مصر السابق فى الاتحاد الأوروبى والعضو الحالى فى المجلس القومى لحقوق الإنسان فى تقريره، أن أسباب انتشار المد المتطرف فى المنطقة يعود إلى سوء تأويل النصوص الدينية بأنواعها المختلفة، لافتا إلى سوء التعليم ونقص المدارس فى المناطق الريفية، مما يجعل قاطنيها من الطلبة هدفا للمدارس الدينية المحلية، التى تنثر بذور التطرف فى عقول هؤلاء الأطفال.
وتطرق السفير "كارم" أيضًا إلى سوء الحالة الاقتصادية والفقر، الذى يضرب جذوره فى العديد من بلدان الشرق الأوسط منتجا ظواهر اجتماعية سلبية مثل البطالة، التى جعلت الكثير من الشباب يلتحقون بتنظيمات إرهابية متطرفة مثل داعش التى تقدم مرتبات مجزية لمقاتليها.

ودعا "كارم" إلى زيادة حجم الرقابة على المصادر التى يشتبه فى استخدامها فى عمليات تمويل للأنشطة الإرهابية، مثل زكاة الجوامع وما شابه ذلك، مشيرا إلى ضرورة تمكين المؤسسات الدينية المعتدلة مثل الأزهر لتقود خطابا دينيا مستنيرا يبتعد عن التطرف.

وذكر "كارم" عدم قدرة المجتمعات النامية فى مواكبة العصر، مما يجعلها بيئة حاضنة للتطرف، ذلك إلى جانب ذيوع الوسائل التكنولوجية مثل الإنترنت التى تسهل من انتقال الأفكار الإرهابية، موضحا تأثير الخروقات ضد حقوق الإنسان والأنظمة الاستبدادية وضعف المؤسسات فى دول الشرق الأوسط إلى تفاقم موجات التطرف والإرهاب فى المنطقة.

تطرق أيضا السفير "كارم" إلى الأخطاء التى ارتكبتها التحالفات العسكرية مثل الناتو فى تدخلها فى دول الشرق الأوسط، ضاربا المثل بالتدخل العسكرى فى أفغانستان، داعيا إلى خلق تحالف دولى يضم دول عربية تتمتع بخبرة فى مواجهة الإرهاب مثل مصر، وفرض عقوبات على الدول التى تتعامل مع التنظيمات الإرهابية مثل تلك التى تقوم بشراء الوقود من تنظيم داعش الإرهابى، مما يجلب إلى خزينته 3 ملايين دولار شهريا (ما يقارب 21 مليون جنيه مصرى).