ضمن سلسلة "كلاسيكيّات الأدب الفرنسى"..

"كلمة" يترجم "جورج الموريسى..حكاية عن البرّ والبحر" لألكساندر دوما

الخميس، 16 أكتوبر 2014 04:16 م
"كلمة" يترجم "جورج الموريسى..حكاية عن البرّ والبحر" لألكساندر دوما مشروع "كلمة" للترجمة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة رواية "جورج الموريسى، حكاية عن البرّ والبحر" لألكساندر دوما ونقلها إلى العربيّة الكاتب والمترجم المغربى محمّد آيت حنّا، ويأتى الكتاب ضمن سلسلة "كلاسيكيّات الأدب الفرنسى" التى استحدثها مشروع "كلمة"، ويحرّرها ويُراجع ترجماتها الشاعر والأكاديمى العراقى المقيم فى فرنسا كاظم جهاد.

هذه الرواية الضخمة هى العمل الأدبى الوحيد الذى كرّسه الكاتب لمعالجة موضوعات الرقّ والتمييز العنصرى والاستعمار، وتدور الأحداث فى جزيرة موريس (سمّاها الفرنسيّون يومذاك "جزيرة فرنسا") فى بدايات القرن التاسع عشر، أثناء الصراع الفرنسى-الإنجليزى للسيطرة على الجزيرة. عائلة من المولّدين لا تقبل القوّات الفرنسيّة بأبنائها بين صفوفها بسبب لون بشرتهم، فيشكّلون فرقة من المولّدين والسّود تهزم فرقة إنجليزية وتعود بلواء الإنجليز غنيمة ظفرٍ وعلامة افتخار، يستنكر القائد الفرنسى أن يكون مولَّد هو من حظى بشرف الاستيلاء على راية العدوّ، فيرسل ابنه لانتزاعها من يدَى ابن المحارب المولَّد ذاك، ألا وهو الصغير جورج، فيكرّس هذا سنيّه القادمة للردّ على الإهانة بصورة باهرة: يرحل إلى باريس ولندن لاكتساب العلوم والآداب الحديثة، ولتحقيق ثروة، ثمّ يعود إلى جزيرته الأصليّة ليجابه مقولات التمييز العنصرى والتراتبيّة الاجتماعيّة، مخالفاً بذلك تماماً مسار أخيه البكر جاك، الذى استهوته المغامرات البحرية فاعتنق حياة القرصنة ومارس تجارة الرقّ بحقّ الزنوج فى مجتمعٍ يقمع فيه البيضُ السكّان المولّدين، ويسخّر فيه المولّدون رفاقهم السّود. إنّه عالَم حافل بالتناقضات والغرائب يصوّره ألكساندر دوما بكلّ دقائقه وبكلّ ذلك الولع بالتفاصيل والتعاطف الإنسانى المعروف عنه، و تتميّز الرواية بسحر أخّاذ فى وصف الوقائع والمناظر والعادات.

فى تركيبة جميلة وبالغة الانسجام، تجمع هذه الرواية بين مختلف مواهب دوما، من السّرد التاريخى المتمكّن، جمعَ فيه وقائع وشخصيات فعليّة وأُخرى من بنات خياله الخصْب، إلى شعريّة العشق والغرائبيّة الجغرافيّة، فبراعة المحاورة والتعمّق السيكولوجى ورصد الطبائع والأهواء الفرديّة والجماعيّة، والتصعيد الدرامى والتشويق والاستطراد والدّعابة والنقد الإيديولوجى. هى رواية البحر والجزيرة، الوئام الجذرى والعائق الاجتماعيّ، الغطرسة المُدانة ومَهانة الجرح التى تنقلب إباءً ومجداً؛ إنّه باختصارٍ عمل متعدّد، بوليفونيّ. وبهذا كلّه لا يقدّم دوما أنموذجاً بليغاً لفنّ الرواية، الذى يظلّ هو أحد صانعيه وروّاده، فحسب، بل كذلك شهادة إنسانيّة مهمّة ولا غبار على عصريّتها.
ألكساندر دُوما (1802-1870) روائى فرنسى معروف بغزارة إنتاجه وبكونه رائد الرّواية التاريخيّة. كان أبوه أفريقيّاً من جهة والدته، خدم فى جيش فرنسا إبّان الثورة وفى عهد نابليون بونابرت. فقدَ دُوما والده وهو فى سنّ الرابعة فعنيت أمّه بتنشئته. تقرّب من أدباء التيّار الرومنطيقيّ، وبدأ بكتابة مسرحيّات هزليّة ثمّ اتّجه إلى القصص التاريخى وروايات مغامرات الفرسان، مستعيناً فى بعض أعماله بكتّاب مُساعِدين كانوا يساهمون فى التحضير لها. من أشهر رواياته "الكونت دو مونت كريستو" و"الفرسان الثّلاثة" و"المكلة مارغو". وقد تمّ نقل رفاته إلى مدفن العظماء (البانتيون) بباريس فى نوفمبر 2002 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لولادته.
أمّا محمّد آيت حنّا فكاتب ومترجم مغربى مهتمّ بالفلسفة والأدب والجماليّات. ولد سنة 1981 فى الرباط وبها أكمل مساره التعليمى فى الفلسفة. يعلّم حاليّاً فى معهد إعداد المعلّمين فى الرّباط. صدر له "عندما يطير الفلاسفة" (مجموعة قصصيّة؛ منشورات أجراس، المغرب، 2007)، و"الرغبة والفلسفة - مدخل لقراءة دولوز وغواتارى" (منشورات توبقال، المغرب، 2010)، و"القصّة والتشكيل - نماذج مغربية" (منشورات وزارة الثقافة المغربية، 2012)، إضافة إلى العديد من الدراسات والترجمات المنشورة فى منابر وطنية وعربية. ترجمَ إلى العربيّة "حصّة الغريب - شعرية التّرجمة وترجمة الشّعر عند العرب" لكاظم جهاد، و"الدفتر الكبير" لأغوتا كريستوف، و"الغريب" لألبير كامو، وقد صدرت الكتب الثلاثة الأخيرة فى منشورات الجمل ببيروت.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة