جدل حاد فى إسرائيل من كتاب "13 يوما فى سبتمبر" الذى يكشف الصراع بين كارتر وبيجين قبل توقيع "كامب ديفيد".. وتل أبيب تتهم مؤلف الكتاب بـ"معاداة السامية" لسرده مجازر الدولة العبرية

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 02:37 ص
جدل حاد فى إسرائيل من كتاب "13 يوما فى سبتمبر" الذى يكشف الصراع بين كارتر وبيجين قبل توقيع "كامب ديفيد".. وتل أبيب تتهم مؤلف الكتاب بـ"معاداة السامية" لسرده مجازر الدولة العبرية كارتر وبيجن قبل توقيع كامب ديفيد
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
• الكتاب يفضح بيجين ويكشف: وصل "كامب ديفيد" وليس لديه أى جديد ليقترحه والوفد المرافق له لم يكن مستعدا للمفاوضات


• السادات جهز وثيقة مصاغة بعناية بها مطالب القاهرة ولم تقدم إسرائيل وثيقة مقابلة

• كارتر حاول علاج الأمر بصياغة ورقة عمل أمريكية مكونة من 17 صفحة وعندما قرأها بيجين شحب وجهه وطلب منه عدم عرضها على السادات

سادت حالة من الجدل الحاد داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية قبل أيام من نشر الكتاب الأمريكى الجديد "13 يوما فى سبتمبر – كارتر وبيجين والسادات فى كامب ديفيد"، المقرر نشره رسميا فى نوفمبر المقبل، للمؤلف لورانس ورايت، الكاتب الصحفى بمجلة "ذا نيويوركر"، الحاصل على جائزة الـ"بوليتزر"، حيث يكشف الكتاب كواليس الصراع بين الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق مناحم بيجين، قبل التوقيع على معاهدة السلام مع مصر فى "كامب ديفيد"، كما يكشف العديد من الكواليس خلال الـ13 يوما التى تمت فيها المفاوضات قبل توقيع الاتفاق.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مكتب بيجين بمركز "بيجين السادات للدراسات الإستراتيجية" ينوى إقامة دعوة قضائية تتهم فيها المؤلف بالتشهير برئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، وتتهمه بالكذب والافتراء عليه، على حد قولهم، وقالت يديعوت إن الكتاب الجديد يعرض وصفا دقيقا للنزاع الإسرائيلى الفلسطينى قبل وبعد اتفاق السلام مع مصر، ووصف أمناء فلسفة هذا الاتفاق "جيمى كارتر" من جانب واحد، زاعمة بأن الكتاب يذكر أن إسرائيل احتلت فى عام 1948 جميع الأراضى المخصصة للدولة الفلسطينية، وفقا لاتفاق التوزيع، ولكن لا يذكر حقيقة أن الفلسطينيين رفضوا اقتراح التقسيم وهاجمت 5 جيوش عربية إسرائيل.

ووصفت الصحيفة العبرية مقدمة الكتاب وعدد كبير من أجزائه بأنه معادى للسامية، زاعمة بأنه تناول حرب الأيام الستة – حرب 1967 – من وجهة نظر المصريين والعرب فقط، مضيفة أن الكاتب - الحائز على جائزة "بوليتزر" أعلى الجوائز العالمية فى مجال الصحافة - قال فى الجزء المخصص لهذه الحرب إن وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك موشيه دايان تناول الفطور مع زوجته، ثم التقى عشيقته لتناول القهوة معها ثم بدأت الحرب، وأضافت يديعوت أن أعضاء من مكتب رئيس الوزراء السابق مناحم بيجين، أكدوا بأنهم يخططون لرفع دعوى تشهير ضد اسم المؤلف لورانس ورايت، معتبرين الكتاب فاضح وضد السامية.

ونقلت الصحيفة العبرية عن نائب رئيس مركز "بيجين السادات" موشيه فوكسمان، قوله إن العلاقة بين كارتر وبيجين كانت معقدة للغاية حيث أبدى كارتر منذ تولى بيجين رئاسة وزراء إسرائيل دعمه لقيام دولة فلسطينية، كما عبر عن رفضه للاحتلال الإسرائيلى، وأن تلك الآراء أثارت القلق، وقال فوكسمان: "خاطر أنور السادات بعزلة مصر عن العرب بتوقيع الاتفاقية، ودفع فى نهاية المطاف بحياته ثمنا لها، ولكنه فى المقابل نجح فى استعادة سيناء بالكامل وإخلاء كافة المستوطنات منها".

وهاجم نائب مدير مركز بيجين السادات الكتاب قائلا: "هناك أمثلة أخرى تؤكد أكاذيب الكتاب وهى أنه وصف بن جوريون فقط بأنه تآمر مع الفرنسيين والبريطانيين لتغيير الشرق الأوسط وإعادة إنشاء مملكة يهوذا، وأن الإسرائيليين تحركهم الرغبة فى القتل والذبح وذلك من خلال انتقامهم من الجنود المصريين وذبحهم وحرقهم ودفنهم وهم على قيد الحياة خلال حرب 67، وزرع موشيه ديان للألغام فى الأراضى المحتلة لجعل للاجئين بلا أيدى أو أقدام عندما يقررون العودة".

وزعمت يديعوت أن "الكتاب يسرد كواليس الاتفاقية من وجهة نظر الرئيس الأمريكى الأسبق كارتر، الذى بدون إصراره ما كان الأمر قد نجح"، مضيفة أنه وفقًا لما ورد بالكتاب فإن "زيارة السادات إلى القدس كانت حدثًا لم تتوقعه الاستخبارات الأمريكية، والقرار اتخذه الرئيس المصرى بدون أى شركاء"، وأضافت يديعوت أن الرئيس الأمريكى رأى فى السادات زعيما شعبيا مؤمنا ويتحدث دائما بشكل صريح ومباشر، وبالرغم من إعجابه بالسادات على الصعيد الشخصى إلا أن كارتر نجح فى الإبقاء على نفسه كوسيط نزيه.

وعرض مؤلف الكتاب تفاصيل للشخصيات الثلاث الرئيسية السادات وكارتر وبيجين الذين شاركوا فى محادثات "كامب ديفيد" فى عام 1978، التى قادت إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، حيث يقول ورايت، فى كتابه: "إن الرئيس السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، بيجين، والرئيس الأمريكى السابق كارتر، كانوا يرون أنفسهم نماذج نبوية حية، فأراد بيجين الحفاظ على أرض الميعاد التى تركها الله لليهود، فيما رأى السادات نفسه كمنقذ عينه الله لنصرة شعب مظلوم، واعتقد كارتر أنه تم تعيينه من السماء لإحلال السلام فى الأراضى المقدسة".

وجاء فى الكتاب الجديد الذى يحتوى على نحو 345 صفحة: "أن السادات أثناء المحادثات كان يميل للإيماءات المسرحية، بينما بيجين كان يميل إلى البحث عن الأخطاء القانونية، مع عدم النظر إلى محنة الفلسطينيين، ولا إلى وجودهم كشعب"، كما يصف الكتاب بعض الشخصيات الثانوية فى المحادثات، مثل نائب رئيس الوزراء المصرى حينها حسن التهامى، حيث قال ورايت: "إنه كان منجم السادات، ومعلمه الروحى"، ورصد الكتاب أيضا المحادثات السرية فى "كامب ديفيد"، يوماً بيوم، مؤكداً أن ما جعلها ناجحة هو إدراك كارتر المتأخر بضرورة فرض القوة الأمريكية، وطرح مقترحات التفاوض الخاصة بأمريكا، والتعهد بوجود صداقة وثيقة مع الطرف الذى سيمتثل لبنود الاتفاقية، وتهديد من لن يمتثل لها بفقدان مصالحه.

ووفقا للكتاب فإن الإسرائيليين وصلوا إلى مفاوضات كامب ديفيد وهم يعتقدون أنها ستستمر أياما قليلة، ولن يتم التوصل إلى أى اتفاق، حيث إن الإسرائيليين لم يأتوا ومعهم أى ورقة للعمل أو مواقف مبدئية للتباحث، وبعد انتهاء اللقاء الأول عاد كارتر إلى غرفة نومه حزينًا وقال لزوجته روزلين إن بيجين ليس لديه أى نية للتوصل إلى اتفاق سلام.

وحسب الكتاب فإن اللقاء بين بيجين والسادات شهد اتهام الأخير للأول برفض السلام، حيث جاء فى الكتاب: "الرئيس المصرى أكد أن الأراضى لن يتم المساومة عليها، ولن يبقى إسرائيلى واحد فى سيناء"، وأشار ورايت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى وصل إلى كامب ديفيد شاعرا أنه ليس لديه ما يخسره، لكنه سرعان ما اكتشف أنه نصب فخًا لنفسه، وأنه ليس لديه أى جديد ليقترحه، كما أن الوفد الإسرائيلى المرافق له كان غير مستعد أيضًا، وليس لديه أى مقترحات بديلة أو خلفية عن الموضوعات.

وكشف الكتاب أنه فى اللحظة التى طرح فيها السادات وثيقة مصاغة بعناية تحتوى على مطالب القاهرة، لم تقدم إسرائيل وثيقة مقابلة، وهو الفراغ الذى حاول كارتر ملئه بصياغة ورقة عمل أمريكية مكونة من 17 صفحة، وعندما قرأ بيجين هذه الورقة شحب وجهه وطلب من الرئيس الأمريكى عدم عرضها على السادات، وأضاف الكتاب أن بيجين حاول تجاهل قرار مجلس الأمن 242 الخاص باحتلال الأراضى الفلسطينية، وأعلن أن أى علاقات سلمية مع مصر ستضر بأمن إسرائيل، إلا أن الرئيس الأمريكى غضب من بيجين بسبب موقفه وقال له إن هذا يعنى عدم وجود أى قاعدة للمفاوضات الآن أو فى المستقبل، وإن ما يفعله معناه أنه يريد الأرض لا السلام.

وفى أحدى فصول الكتاب يقول المؤلف فى كتابه الجديد: "بعد مرور ستة أشهر فقط على غزو لبنان يوم 14 مارس 1978 بدأ الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى وزعيم حزب الليكود مناحم بيجين مفاوضات السلام بين البلدين وسط دهشة العالم وترقب كبير فى الأوساط الإقليمية والدولية، وأشرف كارتر على تلك المفاوضات التى استمرت 13 يوما التى دارت فى شبه عزلة تامة فى منتجع كامب ديفيد فى ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية"، ونقل المؤلف عن مسئولين كانوا يتابعون تلك المفاوضات عن كثب ويرقبون نتائجها أن الأسبوعين اللذين أمضاهما الرئيس السادات ورئيس الوزراء بيجين فى منتجع كامب ديفيد كانا بالغى الصعوبة وقد سادهما الكثير من التوتر، حتى أن الرجلين كانا بالكاد يتبادلان النظرات.
وأوضح ورايت أن السادات وكارتر تخلوا عن أغلب ما كانا يطمحان إلى تحقيقه، خاصة التوصل إلى اتفاق شامل يحقق السلام وينهى الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، لكن تم التوصل إلى وضع إطار للسلام بين مصر وإسرائيل خلال جلسات المفاوضات الماراثونية، التى سادها الكثير من عمليات شد الحبل بين الطرفين، وأضاف ورايت: "يوم 26 مارس 1979 تم التوقيع أخيرا على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى حديقة البيت الأبيض، وقد دخلت تلك الصورة التى جمعت بين الرئيس المصرى محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين– يتوسطهما الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر التاريخ".

واعتبر المؤلف الأمريكى أن التداعيات الناجمة عن معاهدة كامب ديفيد لا تزال تؤثر فى الأوضاع الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث قال لورانس ورايت: "بعد مرور 35 عاما كاملا لا يزال السلام قائما بين مصر وإسرائيل، حتى إن ظل يعتبر السلام البارد أو يجتابه الفتور، فلا تزال معاهدة كامب ديفيد المبرمة بين مصر وإسرائيل يوم 26 مارس 1979 تمثل حتى اليوم أكبر اختراق دبلوماسى يتحقق فى تاريخ الصراع العربى – الإسرائيلى".

وحرص المؤلف فى كتابه على سرد خبايا مفاوضات السلام وما حدث فى كواليسها لحظة بلحظة، وقدم المؤلف خلال كتابه السادات بأنه البطل الحقيقى فى مسار مفاوضات السلام فى كامب ديفيد لأنه كان الزعيم الذى كان يحمل رؤية بعيدة، وهو الذى أبدى جرأة كبيرة فى إطلاق مسار كامب ديفيد الذى أفضى إلى السلام بين أعداء الأمس بسفره إلى القدس سنة 1977 وإلقاء خطابه التاريخى فى الكنيست، كما أنه دفع ثمن السلام من حياته حيث اغتيل سنة 1981.

واعتبر المؤلف أن السادات كان يتمتع بشخصية أكثر جاذبية من رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين، الليكودى المتطرف والمعروف بتاريخه فى صفوف العصابات الصهيونية، وأشار ذلك فى الكتاب حيث قال إن السادات يدرك جيدا الخطوة الحساسة والمحفوفة بالأخطار التى أقدم عليها كما كان يعتبر أنه طرح خطة للسلام الشامل فى منطقة الشرق الأوسط – وهى الخطة التى اصطدمت برفض مناحم بيجين فيما راح الرئيس كارتر يضغط على الإسرائيليين، كى يقبلوا بها من دون جدوى، ولم يقدم بيجين أى تنازلات باستثناء الانسحاب من شبه جزيرة سيناء وإعادتها إلى السيادة المصرية.

وقال المؤلف: "بيجين هو السياسى العنيد الذى لا يبتسم، يتمتع بطلاقة فى الكلام وهو الإرهابى السابق الذى كان يؤمن بأن قطاع غزة والضفة الغربية جزء لا يتجزأ من إسرائيل بل وشبه جزيرة سيناء، أيضا وقد يرفض حتى آخر لحظة التخلى عن المستوطنات اليهودية هناك، لقد كان يدرك أيضا أنه لا بد له أن يتخلى فى نهاية المطاف عن سيناء وقد لعب موشى دايان دورا كبيرا فى ذلك".

وأكد المؤلف كذلك على الدور الذى لعبه كارتر، حيث إنه تمكن من إقناع الطرفين بالبقاء فى كامب ديفيد على مدى 13 يوما ومواصلة المحادثات المعقدة والعمل على تجاوز الصعوبات، كما أنه نجح فى الحيلولة دون انهيار المفاوضات عندما كان السادات تارة ومناحم بيجن تارة أخرى يهددان بالانسحاب.

وقال المؤلف: "لقد راهن كارتر برئاسته على تلك المفاوضات وقد وصل به الأمر إلى حد أنه كان يصيح فى وجه السادات وبيجين كما أنه كان يهددهما بخسارة المساعدات والصداقة الأمريكية، وكان كارتر يغير من مناوراته وأساليبه التكتيكية فى إدارة المفاوضات".

وأشار المؤلف إلى أنه مع استثناءات نادرة ظل أن المصريين والإسرائيليين عالمان متباعدان، ولذلك كانت آمال كارتر فى إنجاز اتفاق بينهما أمرا مستحيلا وكان تفاؤل كارتر لإنجاز اتفاق السلام بين المصريين والإسرائيليين خلال ثلاثة أيام فى غير محله، حيث هدد الطرفان بالانسحاب من المفاوضات يوميا تقريبا إلى أن استطاع إنجاز الاتفاق خلال 13 يوما، لافتا إلى أن السادات بدأ فى صورة رائعة فى كامب ديفيد، لكنه كان عنيدا يأبى أن يصنع سلاما دون استعادة الأرض المحتلة.

الجدير بالذكر أن كتاب "13 يوما فى سبتمبر" كان يعد فى البداية مسرحية بعنوان "كامب ديفيد"، وقد ألفها لورانس ورايت بالاستعانة بجيرالد رافشون، الذى كان مستشارا إعلاميا للرئيس الأمريكى الأسبق ومهندس معاهدة "كامب ديفيد" لجيمى كارتر.

اعتبر المؤلف أن مفاوضات كامب ديفيد كانت عبارة عن نص مسرحى ملىء بالتقلبات الدرامية والشخصيات القوية والأمزجة المتقلبة، حيث عرضت مسرحية "كامب ديفيد" فى أحد دور العروض المسرحية فى واشنطن وحققت نجاحا كبيرا.

ولم يكتف ورايت، بذلك الإنجاز بل إنه قرر تحويل المسرحية إلى كتاب سياسى شكل ذلك أن معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل لم تكن مجرد دراما مثيرة، بل كانت محطة فارقة ومنعطفا سياسيا وإستراتيجيا كبيرا، وقوض العديد من التوازنات والمسلمات التاريخية وأعد خلط الأوراق والتحالفات والمحاور فى منطقة الشرق الأوسط وهو ما قوض طبيعة الصراع العربى - الإسرائيلية وهز العلاقات العربية -العربية.




غلاف الكتاب


كارتر وبيجن قبل توقيع كامب ديفيد


جزء من الكتاب


إحدى الوثائق المرفقة بالكتاب


مجزرة صبرا وشاتيلا


السادات وبيجن وكارتر بعد توقيع كامب ديفيد



موضوعات متعلقة :


كتاب أمريكى جديد يتناول أسرار مفاوضات كامب ديفيد: CIA وصف السادات بأنه صاحب رؤية مفتونا بالأفكار الكبرى..وبيجين ركز على معانى أدق الأمور..حسن التهامى منجم ومهرج البلاط" حاول إقناع بطرس غالى بالإسلام









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة