إذا كانت حياتنا منذ سنوات تحولت لحوار وموضوع سياسى لا ينقطع ونسينا فى خضم السياسة الحديث عن أمور أخرى فإننى سأستغل مساحتى هذا الأسبوع للحديث عن أى شىء سوى السياسة.
- مدينة سياتل الأمريكية المدينة الصناعية الأشهر فى الولايات المتحدة الأمريكية، تقرر غرامة مالية كبيرة على المواطنين الذين يفرطون فى إلقاء مخلفات الطعام..!! يا حوسة سودة يعنى أغنى المدن فى أغنى الدول وأكثرها تقدماً تضرب على يد من يلقى طعاما أو بواقى طعام كثير فى القمامة.
تخيل لو حدث مثل هذا الأمر فى مصر، طبعا حضرتك بتقول فى عقل بالك هى الناس لقت تاكل لما ترمى أكل، دول لو فتشوا زبالة المصريين حيدوهم فلوس، أما أنا فسأرد على حضرتك وأقول لك للأسف حضرتك غلطان، فالإسراف والإهمال والتفريط هو سمة الفقراء كالأغنياء، وإن اختلفت النوعيات ما بين فضلات أكلة سيمون فيميه أو أكلة فول وباذنجان، والغرامة التى أقرتها «سياتل» لا تخص النوعية والمستوى ولكنها تخص المبدأ، فضلات الطعام، فكثيراً ما تمت دعوتى لولائم غالية مع الأغنياء وولائم فقيرة مع الفقراء، والتعامل مع فضلات الطعام لا يختلف، الافتراء واحد، ويدعونى الأمر لتذكر كثير من الدعوات من مشاهير أجانب على الغذاء أو العشاء، وتكون السفرة عبارة عن صنف واحد ونوع أو نوعين سلطة ودمتم. ولو حدث عندنا هذا فى أفقر بيت لصارت فضيحة حتى لدى الجيران، نحن شعب مستهلك حتى فيما لا يجب الاستهلاك فيه، ونظرة على مشتريات المصريين فى الطعام وزبالتهم يجب أن تحرض الحكومة على تنفيذ قوانين «سياتل» عايز ترمى ادفع!
- المرأة نصف المجتمع، الست المصرية أجدع ست، لولا المرأة ما اكتملت ثورة شعب، المرأة هى وقود الحياة، والثورة كانت ومازالت امرأة، على المرأة أن تأخذ حظها من المشاركة السياسية، فقد دفعت الثمن، أوصانا الرسول بالنساء.. كل هذه وغيرها من عبارات بين قوسين تقال ويرددها كثيرون ما بين رجالات سلطة أو دين أو إعلام وتقال فى المناسبات المختلفة على لسان الجميع، بداية من رئيس الدولة حتى أقل رأس فى هذا البلد، ولكن هل يتم تفعيل شىء مما يقولون عنه على أرض الواقع؟ لا.... ولا كبيرة جداً وعالية جداً، فلا المرأة تُعامل كنصف المجتمع، ولا حتى ربعه فى السياسة أو فى الاقتصاد أو الفن أو أى منحى من مناحى الحياة، المرأة المصرية فقط تُعامل ككل المجتمع فى بيتها، فهى صاحبة الحمل الأكبر والهم القائم ليل نهار، فهى المعيلة، وإن وجدت من يعول فعادة ما يعيرها بالإعالة، وكأنه ليس حقها، وهو حق كفله الله قبل القانون.
وحتى على مواقع التواصل الاجتماعى الذى ينم عن المزاج العام للأمة، فهى كثيرا ما تكون مصدراً للسخرية منها، فحين نجد من يضع صورة مونيكا بيولتشى وجينيفر لوبيز نجمتى السينما العالميتين وهما فى الخمسين ويقارنهما بالمرأة المصرية فى الخمسين من عمرها، فهذا ينم عن ظلم وجهالة فى المقارنة كما يحدث أن يقارن الرجل بين نانسى عجرم وزوجته التى تجلس لجواره مهدودة من أعمالها فهذا رجل ظالم، وعجبا أن الرجال كل الرجال يقارنون بين نساء أخريات وزوجاتهم، بينما لا يسمح لزوجته أو من يرتبط بها أن تقارن بينه وبين جورج كلونى مثلاً، الرجل المصرى لا ينظر فى المرآة إلا على زوجته أو من تجلس إلى جواره، وأبداً لا ينظر لنفسه ليرى كم كبر كرشه، وكم تهدل وجهه، وكم يبدو فى رداء المنزل «رجل مفركش».