فى ذكرى رحيلها..

مقولات لنعمات البحيرى تكشف عن حياتها الإنسانية الممتلئة بالوحدة

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 11:06 م
مقولات لنعمات البحيرى تكشف عن حياتها الإنسانية الممتلئة بالوحدة الكاتبة نعمات البحيرى
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قاومت وحاربت المرض بالكتابة، إحساسها بأن عمرها قصير، جعلها تتشبث بالحياة، وتحبها أكثر، وتنهل منها المعرفة والثقافة، فتمسكت بالحياة لآخر نفس فى روحها.

نعمات البحيرى، هى كاتبة عَبْرت الألم، وتخطت الوحدة، بالكتابة، صدر لها العديد من المجموعات القصصية، وروايتان، كما كتبت قصص للأطفال برغم حرمانها منهم.
وفى كتابات نعمات البحيرى، نستطيع أن نكتسشف جزءا من تفكيرها، وجزءا من حياتها، ففى كل كتاب تقرأه لها تخرج بحكمة، أو جملة مؤثرة، تلمس حياتنا، ونعرف معاناتها مع الواقع، فهى كانت تعمل فى شركة للكهرباء، يوجه إليها رؤساء العمل نظرات الازدراء باعتبارها فى نظرهم امرأة سافرة وحرة، فتأثرت بالواقع الاجتماعى التى تعيشه فكتبت قائلة "لكن مع الوقت كنت أشعر أننى أقرأ ثقافة وعلىّ أن أعيش "تخلف".
وفى قصتها القصيرة "حكايات المرأة الوحيدة" تواصل نعمات بعباراتها المؤثرة، وصف حياتها فتقول "أسقطتْ كل الذين صاروا عبئًا على حياتى، وكل الذين لم أعد استشعر تجاههم بعاطفة قوية، وكل الذين لم أرهم، ولم يتصلوا بى منذ زمن حتى وأنا فى أمس الحاجة إليهم، أسقطتهم كما تسقط الشجرة أوراقها اليابسة والميتة التى لا روح فيها".

وهنا نرى قوة نعمات البحيرى، وهى تقرر أن تكون قوية وحدها، بعيدًا عن الأشخاص الذين يمثلون عبئًا عليها، فهى عاشت ما يقارب 20 عامًا وحيدة، إلا أنها أحبت وحدتها، وتعايشت معها، وفضلتها عن العيش مع آخرين لا يشعرون بها.
وفى موضع آخر كتبت نعمات البحيرى قائلة، "كنت قد اكتشفت مبكرًا أن قلوب النساء ليست حكرًا مباحًا للرجال، لكن حب الحياة والكتابة أجمل كثيرًا، مما جعلنى أنكر كل الرجال، وأثق فقط فى ضرورة تحققى كإنسانة وككاتبة.

وتؤكد بذلك استغناءها عن الزوج فى حياتها بعد انفصالها عن زوجها العراقى الذى هربت معه من الواقع الاجتماعى المصرى، إلى العراق، لتجد واقعًا أكثر مرارة من الواقع المصرى، يواجهه زوجها باستسلام، ولا مبالاة، فهربت ثانية من العراق إلى مصر، بعد انفصالها عنه، وقررت أن تعيش وحدها.
"تساميت على الألم والسأم..طيلة عمرى أعالج ما ينقص فى احتياجاتى بالسمو، فعلت ذلك مع الوحدة والفقر ووظيفتى القامعة، ومع الرجال وأشكال الإدانة الاجتماعية التى تسدد للمرأة الوحيدة، والمرأة الكاتبة غير المدعومة بحزب أو مؤسسة ثقافية، أو إعلامية أو تكون إحدى بنات الأرستقراطية الثقافية.
هكذا كتبت نعمات البحيرى معبرة عن مقاومتها لكافة أشكال المرض، المرض العضوى، وهو السرطان الذى كان يعذب جسدها، وأمراض المجتمع المعذبة لروحها، والقابضة على حريتها.
وفى روايتها "يوميات امرأة مشعة"، والذى يعتبر سيرة ذاتية لحياتها، نجد الكثير من العبارات التى تعبر عنها، وتشبهنا، ومنها عندما قالت " أعترف أن الحلم وحده كان سبيلى الوحيد لتجاوز كل عثراتى"؛ وكذلك عباراتها "اليوم واليوم فقط تحدونى الحاجة للبكاء فى حضن أحـد"؛ "فى ذلك النهار لم أجد أحدا أبكى على صدره فبكيت على صدرى".
نعمات البحيرى عاشت حياة مؤلمة، برغم أن ما كانت تظهره عكس ذلك، الوحدة، والمرض، والعادات الاجتماعية الخاطئة ظلت تضغط على حريتها، وعلى متعتها بالحياة، لكنها أبت أن تستلم.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة