البورصة المصرية والبورصات العربية تحاول الخروج من "المنطقة الحمراء" وخسائر الأسبوع الماضى.. توقعات بالتعافى.. وخبير مالى: ارتداد الأسواق العالمية سيشجع على ظهور قوة شرائية

السبت، 18 أكتوبر 2014 08:05 م
البورصة المصرية والبورصات العربية تحاول الخروج من "المنطقة الحمراء" وخسائر الأسبوع الماضى.. توقعات بالتعافى.. وخبير مالى: ارتداد الأسواق العالمية سيشجع على ظهور قوة شرائية البورصة المصرية
كتبت أسماء أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الرغم من حدة التراجعات التى شهدتها البورصة المصرية والبورصات العربية فى الأسبوع الماضى، إلا أن هناك حالة من التفاؤل تسود السوق لصعود البورصات، خاصة بعد ارتداد الأسواق العالمية، وتحديدًا السوق الأمريكى كسوق قائد فى جلسة يوم الجمعة، ما سيشجع بقوة على ظهور قوة شرائية خاصة من المستثمرين الذين قاموا بالبيع فى بداية انخفاض السوق.


وحققت البورصات المصرية والعربية والعالمية خسائر فادحة خلال الأسبوع الماضى، الذى يعد من أسوء الأسابيع التى مرت على مستثمرى البورصة،، بحيث تهاوت مؤشرات بورصة مصر بنحو قوى خلال تداولات الأسبوع الجارى، وخسر رأسمالها السوقى نحو 37.9 مليار جنيه وسط ضغوط من الهبوط الجماعى الذى عصف بالبورصات العالمية والإقليمية على خلفية تزايد المخاوف من تباطؤ النمو العالمى وتحذيرات من الدخول فى موجة جديدة للأزمة العالمية.

كما تعرضت أسواق الخليج لموجة حادة من التراجعات العنيفة عقب عطلة عيد الأضحى المبارك، فقدت خلالها 103 مليارات دولار، والتى جاءت انعكاسًا لحركة الهبوط العنيف للأسواق العالمية، تزامنًا مع اشتعال الصراع حول أسعار النفط والتى وصلت إلى حد تكسير العظام بين كبار مصدر الخام الأسود، مرورًا بحالة من القلق والخوف من تعرض الاقتصاد العالمى لأزمة مالية جديدة، توقع البعض أن تكون أشد وطأة من سابقتها فى 2008.

بالإضافة إلى التراجعات فى الأسواق العالمية فسجل مؤشر نيكى أكبر خسارة أسبوعية فى 6 أشهر، وهبط كل من داو جونز وستاندرد آند بورز 500 بواقع 1% فى حين خسر ناسداك 0.4%، وهى التراجعات الناتجة عن تراجع أسعار النفط بالإضافة إلى تخفيض صندوق النقد الدولى لتوقعاته للنمو العالمى فى عام 2014 إلى 3.3% من 3.4% فى ثالث تخفيض هذا العام مع انحسار احتمالات تعاف مستدام من الأزمة المالية العالمية فى 2007 - 2009، محذرًا من أداء ضعيف فى الدول الرئيسية فى منطقة اليورو وفى اليابان وأسواق صاعدة مثل البرازيل.


وقال أحمد أبو سعدة المحلل المالى، إن الأسبوع الماضى يعد من أسوأ الأسابيع على المستثمرين فى البورصة المصرية والعالمية.

وأشار إلى أن هبوط المؤشر الرئيسى من مستوى 9552 ليغلق الجلسة الماضية على 8593 ليصبح السوق منخفضًا بمقدار 959 نقطة على المؤشر الرئيسى أي بنسبة 10%.

بينما انخفض مؤشر EGX70 من مستوى 653 فى أولى جلسات الأسبوع ليغلق على مستوى 572 بمقدار انخفاض 81 نقطة بنسبة 12.4%.

وأوضح أنه يأتى هذا الهبوط بعد فشل ثلاث محاولات للمؤشر الرئيسى فى اجتياز مستوى 9820 والثبات فوقه مع ظهور ضعف واضح على المؤشرات ظهر فى انفراجات سلبية على المؤشرات اليومية والأسبوعية.

وأضاف أن السوق عانى من تناقص واضح وقوى فى السيولة فى كل محاولة لاجتياز مستوى المقاومة 9820، وظهر خلال هذه الفترة إغلاق الجلسات على صافى بيع للمؤسسات الأجنبية بعد ظهور إشارات ضعف فى الأسواق العالمية ككل والذى أتى مع ارتفاع قيمة الدولار وانخفاض أسعار البترول والسلع، وهى إشارات سلبية للمستثمرين، إن استمرت ستؤكد لديهم المخاوف من حدوث ركود ثم أزمة عالمية جديدة.

وأكد أن كل هذه العوامل أدت إلى تدافع بيعى وظهور حالة من الذعر فى السوق المصرى وتأكدت فنيًا مع تكون شكل سلبى وهو (الوتد الصاعد) وكسر خط الدعم له 9680 يوم الأربعاء من الأسبوع قبل الماضى.

وأضاف أن إغلاقات السوق المصرى فى جلسة الخميس الماضى كانت سلبية جدًا، خاصة مع ارتفاع أحجام التداول مع الانخفاض، إلا أن الانخفاضات الحادة التى منى بها السوق المصرى الأسبوع الماضى قد أنهكت القوة البيعية وأصبح ما ينقص السوق ظهور قوة شرائية من جديد.

ويرى أن ارتداد الأسواق العالمية خاصة السوق الأمريكى كسوق قائد فى جلسة يوم الجمعة سيشجع بقوة على ظهور قوة شرائية خاصة من المستثمرين الذين قاموا بالبيع فى بداية انخفاض السوق.

وينصح المستثمرين الراغبين فى الشراء أو البيع بمراقبة شكل التنفيذ وأحجامه قبل اتخاذ قرار الشراء، حيث إن الانخفاض الحاد والسريع للسوق قد أنشأ مراكز مالية خاسرة تترقب ارتفاع الأسعار واقترابها حتى تتمكن من البيع بخسارة أقل.

ويرى أنه من الأفضل صحيًا للسوق التحرك عرضيًا مع ميل للصعود ما يعطى القدرة للسوق على امتصاص الضغط البيعى للمراكز الخاسرة أما إذا تحرك السوق من بداية الجلسة صعودًا وبسرعة سننصح بمراقبة أحجام التنفيذ أثناء الصعود والتى يجب أن تكون مرتفعة حتى نطمئن للسوق كشراء خاصة إذا استطاع السوق الإغلاق فوق مستوى 8800 بحجم تداول يتخطى الـ800 مليون جنيه وإلا فالخروج مؤقتًا من السوق سيكون الخيار الأكثر أمانًا.

وعن تحركات الأسواق العالمية قال "أبو السعد" إنه دائمًا ما تتحد تحركات الأسواق العالمية فى الاتجاهات الرئيسية ففى الصعود تتحرك جميعها صعودًا ولكن قوة الصعود تختلف باختلاف الظروف الاقتصادية والسياسية والتشريعية لكل دولة ونادرًا ما نرى سوق يتحرك هبوطًا عكس الاتجاه العالم إلا إذا كانت فى هذه الدولة نزاعات أو قلاقل.

أما فى الاتجاه الهابط الرئيسى للأسواق فإن الأسواق تتوحد حول ضرورة الهبوط حتى وإن كانت الظروف الاقتصادية جيده فى هذا التوقيت.

وأشار إلى أنه نظرًا لانفتاح العالم وتداخل المصالح التجارية والاقتصادية أصبح من الصعب بل من المستحيل فصل اقتصاد دولة عن الاقتصاد العالمى وحتى إن وجد فإن ما يسمى (تكلفة الفرصة البديلة) سوف يدفع المستثمرين للخروج من الأسواق التى لم تنخفض سعيًا وراء الاسواق التى اخفضت بقوة طمعًا فى تحقيق مكاسب حال ارتدادها ما سيؤدى فى النهاية إلى انخفاض هذه الأسواق أيضًا.

وقد منى مؤشر داو جونز الصناعى بخسائر فاضحة فى جلسة الأربعاء نهاية الأسبوع قبل الماضى حيث هبط من مستوى 16994 ليصل إلى أدنى مستوى له 16117 منخفضًا 877 نقطة بنسبة انخفاض 5.16 % قبل أن يرتد فى أخر جلسات الأسبوع ويغلق على 16380.

كما تأثر مؤشر الفوتسى البريطانى (FTSE 100) لينخفض من مستوى 6904 إلى مستوى 6211 منخفضًا بمقدر 693 نقطة أي بنسبة انخفاض 10%
كما تأثر مؤشر داكس الألمانى (DAX) لينخفض من مستوى 9891 إلى مستوى 8555 أي بانخفاض 1336 نقطة بما يعادل 13.5%.

وأوضح أنه قد انتقلت حالة من الذعر إلى جميع الأسواق العالمية وخاصة العربية وزاد من حدة تأثيرها على الأسواق العربية ارتباط الانخفاضات فى الاسواق العالمية مع انخفاض واضح فى أسعار السلع عمومًا والبترول خصوصًا والذى يعد المورد الأساسى والداعم الرئيسى لاقتصادات دول الخليج وقد انخفض سعر خام برنت (وهو الخام الذى يستخدم كمقياس لتسعير البترول) خلال الشهر الحالى فقط من 115 دولارًا ليصل إلى حوالى 83 دولارًا أي بنسبة 28% وذلك من شهر يونيو الماضى.

وهو ما سيؤثر حتمًا بالسلب على إيرادات هذه الدول علاوة على أن الانخفاض المستمر فى أسعار السلع أمام الدولار يعطى إشارة على انخفاض الطلب عليها وبالتالى التباطؤ فى نمو اقتصادات الدول والذى إن استمر بهذه الوتيرة قد يؤدى حتمًا إلى ظهور أزمة عالمية جديدة وهو ظهر جليًا فى الضغط البيعى القوى فى الأسواق العالمية خاصة أن رأس المال فى البورصات دائمًا ما يتحرك مبكرًا عند الشعور بالخطر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة