الابن الروحى لـ"يوسف وهبى" يكشف لـ"اليوم السابع" أسرار رائد السينما المصرية فى الذكرى الـ32 لرحيله.. محمد: لم يشرب الخمر مطلقاً.. والنكتة وأم كلثوم وفاتن حمامة مواقف لا تنسى فى حياة الراحل

الأحد، 19 أكتوبر 2014 05:14 ص

محمد وهبى ابن شقيق يوسف وهبى

كتب حسن مجدى - تصوير حسام عاطف

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شارع صغير كان يفصل بين فيلته وفيلا عمه، وقَدَر لم يمنح عميد المسرح أطفالا، ليصبح الابن الروحى لفنان الشعب يوسف وهبى، رغم عمره الذى يتعدى الثمانين مازالت ذكريات الطفولة عالقة بذهنه وتفاصيل كواليس مسرح رمسيس تضيف إلى عيونه بريق وشغف شاب يحمل بحماس كل هذا مع تراث طويل للفنان الراحل يوسف وهبى.

بابتسامه يتذكر آخر امتحان لكل عام.. بالنسبة لكل طفل يحمل هذا اليوم معنى وبالنسبة لمحمد وهبى نجل شقيق يوسف وهبى كان يعنى قضاء مزيد من الوقت مع عمه أو والده الروحى بين "بلاتوهات" السينما وكواليس المسرح، الرابط الأكبر بين مدرسته وبين يوسف بك هو وصول الفنانة القديرة فاتن حمامة إلى أبواب السينما، يقول بصوت يجعلك تشعر وكأنك تسمع صوت يوسف وهبى فى أحد عروضه الشهيرة "كان والد فاتن حمامة هو وكيل مدرسة السعيدية الثانوية التى كنت أدرس بها، وعندما علم أن عمى يوسف وهبى، أبلغنى برغبة ابنته فى التمثيل، وبالفعل اصطحبتها معى عند عمى، وقتها.. ذوقك طلع حلو.. ومن أول دور ظهرت موهبتها الفذة وانطلقت فى عالم السينما".

أدوار الطاولة مع أم كلثوم كانت هى عشق يوسف وهبى الأول مثلما يقول المهندس المعمارى محمد وهبى، ويتابع "كانوا دائما يجلسون جلسات سمر وضحك، مليئة بالنكات والقفشات، أما عن حياة يوسف بك الشخصية يقول محمد: تزوج عمى زوجته الأولى زواجا تقليديا، والحب كان مع زوجته الثانية سعيدة هانم.. وأكبر شائعة لصقت به هى حبه للخمر، ولكنه بالفعل كان يكره الخمر، وفى إحدى المرات طلب منه أصدقاؤه شرب دخل فى غرفة أخرى وترك الكأس جانبا، ولكنه لروحه الفكاهية خرج للأصدقاء وقام بتمثيل دور "السكران" للدرجة التى جعلت الأصدقاء لا يطلبون منه الشرب مرة أخرى.

بحماس الشباب ووقار البهوات يتحدث محمد وهبى عن المتحف الجديد لعمه والذى شارك مع مكتبة الإسكندرية بنفسه لتصميمه "يوسف وهبى لحد دلوقتى ما خدش ربع اللى يستحقه من تكريم.. وفى المتحف بنعرض حاجات الناس بتشوفها لأول مرة وهنحاول يكون ذكرى دائمة ومرجع لكل عشاق يوسف وهبى اللى ضحى بكل حاجة تقريبا فى سبيل السينما، وواجه عائلته وخصوصا والده من أجل تغيير تاريخ السينما والمسرح فى مصر".

بعد انتهاء عروضه المهمة، ترفع الجماهير يوسف وهبى فوق الأعناق فى مشهد مهيب لرجل عملاق، يميل بهدوء إلى أذن أبنه الروحى ويهمس ببساطة "هما بيشيلونى.. ولا بينشلونى"، هكذا يطرح محمد وهبى مثال عن حب يوسف وهبى للضحك وقدرته على إلقاء النكات فى كل الأوقات ويقول "كان له فى كل موقف نكته.. مهما كانت عظمة ما يقدمه.. وقامته الشخصية فى ظهورة على المسرح ينهى العرض ومعه يعود لشخصيته المرحة والبسيطة رغم هيبتها".

محمد وهبى كان هو آخر من التقى بيوسف بك قبل رحيله عن عالمنا، فى حجرة العناية المركزة بمستشفى المقاولون العرب جمعهما لقاء سريع رغم منع الأطباء الزيارة ويقول "دخلت لما عرفوا أنى أبنه الوحيد.. أبلغته بسفرى لمدة أسبوع لأداء بعض الأعمال، ونظر لى وضحك لكن مقدرش يتكلم.. وتانى يوم كلمونى قالولى إنه أتوفى".