حنان شومان

خالد صالح

الخميس، 02 أكتوبر 2014 05:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأنه مقدر على أن أنعى فى هذه المساحة على مدى أسبوعين اسمين من أهل الفن أحدهما يوسف عيد واحد من فقراء أهل الفن، ولكنه كان غنيا بالموهبة وبحب الناس بعد أن مات حيث أصبح أعلى هاش تاج على مواقع التواصل الاجتماعى على مدى أيام، حتى وإن لم يحضر عزاءه المشاهير، فماذا يفيد إنسان آلاف المعزين بعد وفاته؟! ثم ها أنا أجد نفسى بعد أيام قليلة مضطرة أن أكتب عن فنان آخر غيبه الموت وهو خالد صالح، ولكن ليس لأنه نجم ولا لأنه من مشاهير عالم التمثيل ولا لأن موته جاء صدمة لمحبيه وأهل الفن، ولا لأن ما من فنان أو نجم فى مصر إلا وحضر جنازته وعزاءه، ولكنى سأكتب عن خالد صديقى الذى تصادف أنه فنان ثم إنه نجم ثم إنه غاب، ولن أكتب كلاما فى تقييم فنان ولا حكايات جمعتنا ولا أسراراً ولا هذه النوعية من الكتابة، ولكنى سأكتب عن خالد صالح كنموذج لفنانين فى علاقتهم بالصحافة، وكيف يمكن أن تكون الصحافة سببا لتعاسة أو لفرح إنسان تصادف أنه فنان.
خالد صالح كان فنانا بدأ متأخرا إلى حد ما، فلم يعرفه الجمهور شاباً صغيرا،ً ولكنه عرفه رجل ناضج وهو ليس نموذجا متفردا فى هذا الأمر، فهناك عدد لا بأس به من نجوم السينما والتليفزيون كانوا كذلك مثل محمود مرسى وحسن عابدين وآخرين وعادة ما يكون مثل هذا النموذج مجنون فن ولم يتدرب، كآخرين بدأوا مبكرا متحصنين ضد كثير من المشاكل مع الصحافة وآثارها، ولذا فإن عادة من يبدأ فى هذا المجال ناضجاً يحاول أو يتجنب بالفعل التعامل مع الصحافة، بل إن بعض النماذج منهم تخاصمها تماماً ومحمود مرسى نموذج قديم فى هذا الأمر.
خالد صالح كان على العكس من هذه النماذج فقد أحبته الصحافة وعرف هو قيمتها ولكن أكثر مما كان يجب، فكلمة حلوة من صحفى أيا كان تجعله يطير فرحاً، وكلمة ذم من صحفى دون مناسبة تجعله يبيت مهموماً، يتساءل: ماذا فعلت لأنال هذا الهجوم، ورغم أن الصحافة مهنتى فمع خالد كنت أنسى أنى من أهلها حين أرى دموعه من نقد فى غير محله، وأقول له يا عم دول خمسة اللى قرأوها فيرد وأنا السادس، فلماذا وأنا أحاول أن أقدم أقصى طاقتى وأفضل ما لدى فى عملى، كان خالد رحمه الله طفلاً أمام كلمة مدح وطفلاً أمام كلمة ذم.
وللحق فإن كثيراً من أهل المهنة لا يدركون معنى وتبعات الكلمة على المشاهير، نعم النجم والممثل والشخص المشهور شخصية عامة وهو حق للنقد والاختلاف ولكنه فى النهاية والبداية بشر وإنسان، كما كان خالد يقول، خالد صالح كان إنسانا قبل أن يكون فنانا ولذا لم يرد صحفى صغير عن حديث ولم يرد طالب إعلام عن بحث وكانت دموعه تسيل فرحا من كلمة ووجعا من كلمة، فمتى نعرف ويعرف أهل الكلمة وصاحب كل كلمة أن الكلمة قد تكون نورا أو نارا وكم من كلمات حرقت خالد وهو حى بيننا وكم من كلمات كانت نورا أضاءت طريقه، فأضاء لنا الشاشة موهبة وفناً؟.. وداعاً صديقى وإلى لقاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة