عندما يكتب تاريخ نصر أكتوبر بالشكل الكامل، سوف يكون هناك مكان لكل من شارك وفكر.. لكن التاريخ لايمكن كتابته وسط الجدل السياسى.
الرئيس السادات يحتل المكان الأول فى النصر، فهو صاحب القرار السياسى بالحرب، بجانب عشرات القادة الذين صنعوا الحرب.. الفريق سعد الشاذلى، والمشير أحمد إسماعيل، بل هناك دور مهم جدا للفريق محمد فوزى الذى أعاد بناء الجيش بعد هزيمة يونيو، والفريق عبد المنعم رياض الذى سقط على الجبهة فى مارس 1969، فى أصعب المراحل.
هناك عشرات من القادة، ومئات وآلاف من الجنود والضباط صنعوا معجزات حربية وعسكرية، أو من قاموا بأدوار أسطورية فى تحطيم خط بارليف أو الساتر الترابى. اللافت أنه خلال المدة من 1973 حتى الآن، ألقت السياسة بظلالها على شكل الحرب وتحديد من هو الذى يتصدر الصورة ومن يتراجع. ولا يمكن القول إن التاريخ تمت كتابته بالشكل الذى يضع دور كل قائد فى مكانه، السادات صاحب القرار والقائد السياسى للنصر، تعرض لظلم أحيانا، وظهر من يحاول التقليل من دوره. السادات نفسه، عندما اختلف معه الفريق سعد الشاذلى، غير من شكل الصورة فى غرفة العمليات، وهاجم الشاذلى وحاول التقليل من دوره.
بينما حسنى مبارك بعد توليه الرئاسة، كانت الضربة الجوية هى التى تصدرت الصورة وكأن الطيران وحده هو الذى صنع النصر، وكان هذا مثار استياء من القادة الآخرين.
اليوم وبعد يناير 2011، بدا هناك حرج ما من ذكر حسنى مبارك، أثناء الاحتفال بانتصار أكتوبر، وهى مفارقة أن مبارك كان هو صاحب الصورة كاملة طوال 30 عاما كان فيها رئيسا، واليوم يختفى ولا يأتى ذكره. ويبدو هناك حرج ما من ذكر مبارك، وهو أحد قادة أكتوبر، بينما عاد السادات ليتصدر الصورة، ويتم رد الاعتبار للفريق سعد الشاذلى رئيس الأركان مع الوقت يعود كل القادة ليأخذ كل منهم مكانه حسب دوره. ويبقى حسنى مبارك، لأسباب سياسية. هناك من يطالب بوضع مبارك والاعتراف بدوره، حتى لو كان يحاكم أمام محكمة الجنايات فى جرائم. وهناك من يريد محو اسمه. أما التاريخ فله تصاريف أخرى، التاريخ لايخلو من انحيازات ومبالغات وأكاذيب. لكن الصيغة النهائية لنصر أكتوبر لم تكتب بعد، لكن فى أى صيغة سيكون مكان مبارك موجودا، من دون مبالغات أنصاره أو إنكار خصومه. المفارقة أننا أمام حدث تجاوز الأربعين عاما، وما يزال يخضع للحذف والإضافة بل والهوى. فما بالنا بأحداث منذ ثلاثة أعوام أو أكثر أو أقل. بينما التاريخ يحتاج إلى حياد لاتوفره السياسة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة