هل يعلم الشامتون والمشتاقون والخرتية فى الصحافة والسياسة المصرية أن إدارة أوباما لن تغير صلب سياستها تجاه مصر، والتى ترتكز على الاحتواء والإضعاف ومنع تحول البلد المحورى فى الشرق الأوسط إلى عملاق إقليمى أو نمر اقتصادى، وهل يعلم الشامتون والمشتاقون والخرتية أن ضغوطا شديدة تمارس من قبل الإدارة الأمريكية على أطراف عربية وأوروبية لاستمرار الحصار السياسى والاقتصادى لمصر حتى تقبل بما عرضه التنظيم الدولة للإخوان فى عهد مرسى من قبول الحل الذى عرضه نتنياهو للقضية الفلسطينية بتصدير المشكلة إلى مصر وإقامة دولة فلسطينية بين غزة وسيناء وطرد سكان الضفة إليها؟ وهل يعلم الشامتون والمشتاقون والخرتية أن 30 يونيو أفسدت كل الخطط الأمريكية بإعادة تقسيم دول المنطقة وفق سياستها الجديدة لاستيعاب الدولة الفلسطينية المشوهة بموافقة أطراف عربية وبتبريرات من أشاوس الإخوان الخونة والجهاديين صنائع واشنطن؟.
الإدارة الأمريكية لن تتوقف أبدًا عن الضغط المباشر وغير المباشر لتركيع مصر وهز صورتها دوليا من خلال الكتاب المشاهير الذين عملوا ويعملون مستشارين فى إدارات الخارجية أو البيت الأبيض ومجلس الأمن القومى أو من خلال دول وسياسيين تابعين تماماً لواشنطن وفى مقدمتهم إسرائيل.
وما جرى من تهافت كبار السياسيين الأمريكيين على لقاء السيسى على هامش زيارته الأخيرة أو تراجع واشنطن خلال زيارات وتصريحات جون كيرى أو بإعلان تسليم طائرات الأباتشى لمصر ما هو إلا تراجع تكتيكى نتيجة لمواقف شجاعة وفيها قدر من المجازفة اتخذتها الإدارة لمصرية فى مقدمتها إحياء التعاون العسكرى مع روسيا والمساهمة فى تطويق الإرهاب فى ليبيا وتنويع مصادر القمح وتكوين تحالف عربى قوى لصد برنامج التفتيت والتقسيم المقرر على جميع الدول العربية الكبرى من الإمارات شرقًا إلى الجزائر غربًا.
لن تغفر الإدارة الأمريكية للسيسى أنه من أعطى الأمل للدب الروسى بالوجود الحيوى فى المنطقة بعد أن حاصرته فى قاعدة طرطوس السورية منفذه الوحيد على المتوسط ولن تنسى له أنه أوقف مشروع الفوضى الخلاقة الذى كان قاب قوسين من التحقق بعد أن فقدت البلاد العربية مناعتها الأمنية والسياسية ولن تغفر له أيضاً إعادته الروح لتحالفات عربية قوية فى مواجهة التفتيت والإرهاب، ولذا ستظل التقارير البحثية حول القمع فى مصر وتقارير منظمات حقوق الإنسان عن انهيار أوضاع حقوق الإنسان عندنا تصدر ويروج لها فى الميديا العالمية بكثير من الافتراءات والمعلومات المزيفة والبجاحة السياسية.
كل ذلك مفهوم، لكن الحماقة أن نعتبر هذه الافتتاحيات الصحفية الموجهة أو التقارير المزيفة معيارًا للحكم على سياستنا ومشروعنا الوطنى، أو أن نبنى عليه باعتباره قدرًا محتومًا وخطوات مستقبلية للإدارة الأمريكية، علينا أن نرد على هذه التقارير فى موضعها بحسم ووضوح وعلينا المضى فى بناء مؤسساتنا الديمقراطية بتصميم وإجراء انتخابات برلمانية نزيهة تحت سمع وبصر العالم كله ولكن قبل ذلك وبعده علينا الاعتزاز والثقة فى تجربة التحرر الوطنى بعد الثورة الأولى وإدراك أن معاييرنا للحكم والممارسة الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان ينبغى أن تبنى فى الداخل وبدون التفات إلى أى ضغوط خارجية.
موضوعات متعلقة..
شامتون ومشتاقون وخرتية
شامتون ومشتاقون وخرتية «2»
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة