قال نائب وزير الخارجية الإيرانى أمير عبداللهيان، إن إيران وجهت تحذيرات لتركيا من التدخل فى سوريا، وأضاف، أن الأتراك يسعون لإقامة سلطنة عثمانية جديدة.
رد المتحدث باسم الخارجية التركى «تانجو بيلجيتش» قائلًا: إن السبب الرئيسى فى انتشار الإرهاب فى المنطقة هو النظام السورى بدمشق، ومن المفترض على الدولة التى تدعمه أن تشعر بالخجل وتبقى صامتة على الأقل، خصوصًا بعد المآسى التى حدثت فى بلدة عين العرب، وأن وضع حد للتهديد الأمنى بالمنطقة يتطلب بالضرورة رحيل نظام بشار الأسد.
فى هذا التلاسن التركى الإيرانى، يبدو بعد المسافة بين البلدين فى أجندة كل منهما الإقليمية، ويتجدد التأكيد على أن سوريا بالنسبة لهما هى مربط الفرس، وفيما يصمم «أردوغان» على إسقاط «بشار»، تؤكد إيران على أنها لن تسمح بذلك.
فى هذا المسار يمضى كل طرف إلى تدعيم خياراته على الأرض، فـ«أردوغان» يطرح أربعة شروط للانضمام إلى التحالف الدولى ضد «داعش»، وهى إعلان منطقة حظر جوى، إقامة منطقة آمنة، تدريب المعارضة السورية وتزويدها بالسلاح، وشن عمليات ضد النظام السورى نفسه، أما إيران فحاولت توصيل مساعدات إلى السكان فى عين العرب، لكن تركيا منعتها، وحسب تصريحات رئيس أركان الجيش الإيرانى اللواء حسن فيروز: «لو وصلت هذه المساعدات لكان بمقدور سكان عين العرب دحر قوات تنظيم داعش»، بالطبع هناك مساعدات متواصلة عسكرية ومادية من إيران إلى سوريا منذ بدأت التحولات على الأرض السورية وآلت إلى الأوضاع المأسوية التى نشاهدها اليوم.
بينما يحتدم هذا الجدل المتبادل بين أنقرة وطهران الذى يعبر عن الطموحات الإقليمية للبلدين، تغيب مصر غيابًا تامًا عن المشهد السورى، وكأن ما يحدث من جماعات التكفير على أرض سوريا شأن لا يخصنا فى شىء، وبقدر ما يعبر ذلك عن قلق عميق فى فهم ضرورات الأمن القومى والتوجهات الصحيحة نحوه، بقدر ما ينقلنا إلى مخاوف فى المستقبل تتولد من هذا الغياب، وضمن هذه المخاوف ما يمكن تسميته بـ«العائدون من سوريا» على غرار «العائدون من أفغانستان» فى ثمانينيات القرن الماضى، وذلك فى حال هزيمة هؤلاء التكفيريين بما يحتم خروجهم من الأرض السورية وتفرقهم على أقطار مختلفة، أما فى حالة انتصارهم، لا قدر الله، فهذا يعنى إضافة لهب أمنى جديد وعميق على بوابة مصر الأمنية الشمالية.
نحن أمام خطر كبير يتحتم علينا مواجهته بحسم، وذلك بتحديد موقف مصرى واضح وحاسم ينتصر أولا لوحدة الأراضى السورية، وإذا كانت المعركة الآن فى هذا الملف محددة بين طرفين، هما جماعات الإرهاب فى جانب والجيش السورى فى جانب آخر، فلننتصر وبلا خجل للجيش السورى.
يتحدث أردوغان وبلا خجل عن إسقاط نظام بشار الأسد، وهذا موقف يجدد به التأكيد على الطموح التركى بإقامة سلطنة عثمانية جديدة حسب قول نائب وزير الخارجية الإيرانى، كما يؤكد أن الموقف التركى ليس له علاقة من بعيد أو قريب بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فهل ننتظر فى مصر حتى يحقق «أردوغان» طموحه؟ وهل من الصحيح أن نبقى رهن الموقف «السعودى» فى ذلك والذى يتوحد مع موقف «أردوغان»؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة