هذا ما جناه أردوغان على تركيا.
الدولة التركية فقدت الكثير من بريقها الذهبى فى العالم والمنطقة العربية والعالم الإسلامى الذى كان فى أوج لمعانه فى باديات الألفية الثانية، وكان النموذج التركى خاصة تجربة أنقرة فى تحقيق معدلات تنمية اقتصادية مذهلة فى سنوات قليلة، مضرب الأمثال ومطلب لدعوات كثيرة من دول العالم الثالث، وحتى فى مصر لتكراره واستنساخه أو الاستفادة منه فى إنجاز مشروع التنمية.
وحتى على المستوى السياسى كانت تجربة الإسلام السياسى الحاكم مثار إعجاب الكثيرين الذين ظنوا أنه النموذج القابل للتطبيق فى دول المنطقة وساعدت الولايات المتحدة الأمريكية فى الترويج له وأبدت إعجابها به وإمكانية أن يعمم على باقى دول المنطقة، طالما لا يصطدم بمصالحها فى المنطقة، بل يتعاون معها إلى أقصى مدى ممكن.
الطموح التركى بعد وصول أردوغان لرئاسة الوزراء ثم للرئاسة مؤخرا لم يحده سقف سياسى أو خطوط حمراء، وبدأ فى الجموح لإعادة إنتاج سيناريو الحلم فى الإمبراطورية العثمانية القديمة للتوسع والسيطرة على المنطقة فى غياب وانحسار دور الدولة المحورية وهى مصر، ولاحت الفرصة بعد وصول الإخوان إلى الحكم واعتبارهم رديفا وأذنابا للمشروع التركى فى مصر وباقى دول المنطقة، لأن سقوط مصر فى الحجر التركى هو مقدمة لسقوط وتداعى باقى دول المنطقة خاصة منطقة الخليج.
الصورة والسمعة اختلفت الآن وتحديدا منذ 30 يونيو 2013 وانحياز تركيا للمشروع الإخوانى ضد إرادة الشعب المصرى، فمن علاقات إقليمية واسعة لدول الجوار العربى والإسلامى إلى عداءات تسبب فيها أردوغان ومهندس سياسته الخارجية أحمد داود أوغلو، رئيس الورزاء الحالى.
عداء مصر وتجاوز أردوغان ضد رئيسها وشعبها جلب عليه مصائب عديدة، كان آخرها الصدمة الكبرى فى مجلس الأمن وفشل تركيا فى الحصول على مقعد للعضوية غير الدائمة فى المجلس، وأخفقت فى جولة الإعادة أمام إسبانيا ولم تحصل إلا على 60 صوتا فقط.
الأصوات التركية المعارضة فى الداخل تحمل أردوغان مسئولية الفشل ليس فقط فى الحصول على المقعد، وإنما فى الصورة السيئة لتركيا إقليميا بسبب سياسته المتهورة والسلبية، صدمة مجلس الأمن هى درس على أردوغان أن يستوعبه ويستفيد منه حتى لا تتوالى الصدمات والهزائم مع استمرار سياسة العناد والغرور الأجوف.