أمس الأول مرت ذكرى رحيل الفنان محمد فوزى الـ48، رحل فى سن الـ48 بعد مرض حمل اسمه، قبلها بأيام فجر الإرهابيون مولد شيخ العرب السيد البدوى فى طنطا، مدينة فوزى وعاصمة الدلتا وريفها، استهدف التفجير معنى المدينة المسالمة التى يحج إليها الفلاحون لأسباب قديمة، قدمت إذاعة الأغانى يوما حافلا بالفنان الكبير وموسيقاه وزمنه، فوزى الذى تخرج فى مدارس الصفاء الريفى أمسك خيطا رهيفا فى الغناء ونثر أشواقه على الموسيقى الشرقية كلها، هو سليل المنشدين والصييتة والمداحين، تحصن بفطرة تنشد البهجة وتعتبر الغناء شيئا ضروريا للحياة، يوجد فى هذه البقعة من أرض مصر سر ما، من هناك ظهر الشيخ مصطفى إسماعيل وجاء حجازى الرسام ونشأ عازف الكمان العظيم عبده داغر متعه الله بالصحة، وفوزى، الأربعة انتخبتهم الطيبة ليعبروا عن شىء نافذ وعميق فى الفن والحياة، المناخ الذى أنتج هؤلاء اصطاده خيرى شلبى فى روايته صهاريج اللؤلؤ التى تناولت سيرة داغر، أيام كانت طنطا مزارا لصناع النغم وعباقرة التلاوة.
تفجير المولد جعلنى أنظر إلى المدينة التى أحبها ودرست فيها وتربطنى بشوارعها حكايات شجية نظرة مختلفة، أصابها ما أصاب المدن الأخرى من إهمال نعم، ولكنها تحتفظ - لازالت - بشىء يصعب الإمساك به، ولكن محمد فوزى بأناقته الروحية يشير بألحانه إلى جذوره، حيث يقف الجميع على باب الله، ويصبغ التدين حياة الناس بالبهجة، بعد هزيمة يونيو لم تجد الإذاعة غير أغنية «بلدى أحببتك يا بلدى» التى مات صاحبها قبلها بعام لتطبطب بها على الأرواح المهزومة، ذكرى فوزى فرصة للاحتفال بطنطا التى لن يقدر الإرهابيون عليها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة