أكد وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمى باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومنى على أن الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية التى تستهدف المقدسات فى مدينة القدس وخاصة المسجد الأقصى المبارك مرفوضة وباطلة ويجرمها القانون الدولى والإنسانى وتحرمها الشرائع السماوية، كما تشكل مساسا بالوصاية والرعاية الأردنية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وإخلالا بالأسس التى قامت عليها اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل.
وقال المومنى – فى تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى عمان – أن الانتهاكات الإسرائيلية تشكل دافعا للارهاب والعنف والتطرف الدينى فى المنطقة والعالم، وهو ما يدفع إلى المزيد من الأزمات والحروب التى لن يستفيد منها إلا أعداء السلام والأمن والاستقرار.
وحول التدابير التى سيتخذها الأردن من أجل فك الحصار عن الأقصى فى ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، أجاب المومنى بأن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى يتابع وبشكل دائم التطورات فى الضفة الغربية والأماكن المقدسة ويوجه الحكومة للتصدى بحزم ومواجهة هذه الاعتداءات واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية للتصدى لهذه الاعتداءات والانتهاكات الباطلة وغير القانونية.
وقال أن الأردن، بما عرف عنه من صوت معتدل مسموع فى المنابر العالمية واتصالاته السياسية، يواصل مخاطبة الجميع لوقف هذه الانتهاكات التى تتعارض مع الالتزامات الإسرائيلية الدولية بوصفها السلطة القائمة بالاحتلال فى الضفة الغربية المحتلة..مؤكدا فى الوقت ذاته على أن مدينة القدس الشرقية هى جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة وأنها أساس تحقيق السلام فى المنطقة.
وطالب المجتمع الدولى ومؤسساته بتحمل مسئولياتها كاملة بإلزام إسرائيل الكف عن المساس بالأقصى وانتهاك حرمته وتحميلها مسئولية زعزعة استقرار المنطقة لما يمثله المسجد المبارك من قيمة إسلامية لدى كافة المسلمين فى العالم ..داعيا اليونسكو إلى تنفيذ قرارها بشأن إرسال بعثة خبراء إلى مدينة القدس المحتلة لتقصى الحقائق.
وردا على سؤال (بصفتكم رئيسا للدورة 45 لمجلس وزراء الاعلام العرب ما هى الرسالة التى توجهونها لوسائل الإعلام العربية من أجل نصرة المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس وأيضا فى عرض قضايا الأمة العربية بكل حيادية وشفافية ؟)..أجاب المومنى بأن قضية المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس حاضرة وبشكل دائم فى الاهتمامات والمتابعات المستمرة للملك عبد الله الثانى وفى الأجندة الأردنية حكوميا وشعبيا، ومنها مجلس وزراء الإعلام العرب الذى يترأسه الأردن.
ونوه بأن المجلس ناقش خلال اجتماعه الأخير فى القاهرة (مايو الماضي) موضوع القضية الفلسطينية والمقدسات وقد أقر عددا من القرارات فى هذا الإطار، حيث دعا إلى تعزيز البرامج والمشروعات الخاصة بدعم القدس وتكثيف الحملات الإعلامية والعمل على حشد الرأى العام العالمى لمناهضة الإجراءات والسياسات الإسرائيلية فى المدينة المقدسة وإبقاء قضية فلسطين عموما والقدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية خصوصا حية فى عقول وقلوب العرب والمسلمين من خلال برامج التوعية وفق سياسة إعلامية عربية متواصلة.
وعن الحل الأمثل للأزمتين السورية والعراقية ؟، أجاب المومنى بأن الموقف الأردنى فى هذا الإطار واضح ويؤكد مرارا على ضرورة إنهاء المأساة المستمرة فى سوريا منذ أربع سنوات عن طريق إطار سياسى يحقق تطلعات الشعب السورى وآماله وينتقل به إلى وضع سياسى جديد يعيد عبره الأمن والاستقرار إلى سوريا ويستعيد من خلاله الشعب السورى اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعى الذى من شأنه محاصرة الإرهاب واجتثاثه.
وردا على سؤال هل تعتقدون أن التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لقتال (داعش) سيحقق أهدافه المرجوة ؟ قال وزير الدولة لشئون الإعلام /ان الائتلاف الإقليمى والتحالف الدولى يأتى لضرب وكر الإرهاب والتنظيم المتطرف المعروف باسم (داعش) فى سوريا والعراق، حيث يشارك الأردن فى هذا التحالف وذلك تأكيدا على مبادئه والتزاماته الوطنية والدولية بالتصدى للارهاب على جميع المستويات وتجفيف منابعه ومحاربته فكريا وامنيا وعسكريا وإعلاميا..مؤكدا على أن هناك محورا مهما فى مكافحة الإرهاب وهو معالجة الظروف والأسباب التى أدت إلى نمو هذه الظاهرة وفى مقدمتها إيجاد الحل لقضايا الإقليم وعلى رأسها الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية.
ونوه بأن الملك عبدالله الثانى يؤكد دائما على ضرورة العمل على تعزيز قدرات المملكة الداخلية لمواجهة الإرهاب عبر تطبيق استراتيجية شاملة تركز على البرامج والمحاور الفكرية الشاملة، قائلا "إن الإرهاب لا يعرف دينا ولا حدودا والقائمون عليه هم خطر على المسلمين قبل غيرهم ولهذا فإن ما نقوم به هو معركة لنصرة الإسلام الحقيقى والمعتدل ضد المتطرفين الذين خطفوا ديننا السمح".
وتعقيبا على أولئك الذين يقولون أن الأردن شدد مؤخرا من إجراءات دخول اللاجئين السوريين ؟، قال المومنى أن العالم كله يعرف ويتابع حجم الضغوط التى تتعرض لها الموارد والبنية التحتية فى الأردن والتأثيرات الاقتصادية والأمنية والعسكرية جراء استضافة اللاجئين السوريين وهو يقوم بهذا الدور نيابة عن العالم أجمع ..مؤكدا على أن الأردن لن يتخلى عن دوره الإنسانى تجاه الأشقاء من اللاجئين السوريين.
وشدد على أنه لا تغيير فى سياسة الحدود المفتوحة التى يتبعها الأردن، مشيرا إلى أن عدد الداخلين من اللاجئين السوريين يخضع للأوضاع الأمنية على الحدود والتقديرات الأمنية الميدانية لقوات حرس الحدود الأردنية، مؤكدا على أن الجرحى والأطفال والنساء من اللاجئين السوريين يحظون بأولوية فى الدخول إلى الأردن.
وفيما يتعلق بتمرين التفتيش الموقعى الميدانى المتكامل التابع لمنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية 2014 الذى تستضيفه الأردن فى نوفمبر القادم، قال المومنى أن الأردن بلد آمن مستقر وسط منطقة غير مستقرة واستضافته للتمرين يتفق كليا مع رسالة المملكة التى تعول بشكل كبير على التعاون العلمى ودوره فى دعم التنمية البشرية والاقتصادية.
وأفاد بأنه سيكون للتمرين أثر كبير فى رفع القدرات العلمية والفنية فى المملكة حيث أن الكوادر الوطنية المشاركة والمنظمة ستطلع على أحدث وأبرز ما تم التوصل إليه من تكنولوجيات ومعدات تقنية وأساليب علمية تم تطويرها من قبل المنظمة للكشف عن التجارب النووية، مشيرا إلى أن التمرين يشكل فرصة للخبرات الوطنية للتواصل مع الخبراء الدوليين واكتساب الخبرة العملية من هذا التدريب والتى من الممكن استخدامها لاحقا فى تطبيقات مختلفة.
ونوه بأن نجاح المملكة فى استضافة هذا التمرين له أبعاد سياسية لا يمكن تجاهلها، حيث إنه يعزز من مكانة المملكة فى مجالات التعاون الدولى وعدم التسلح والحد من أسلحة الدمار الشامل وتعزيز أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع..معتبرا استضافة التمرين نجاحا مهما للمملكة على كافة الصعد فنيا ودبلوماسيا وسياسيا وتنظيميا وأفتخر أن تكون المملكة محط أنظار العالم أثناء فترة التمرين ..مما سيؤكد على النعمة التى تتمتع بها من أمن واستقرار فى منطقة مشتعلة.
محمد المومنى
عمان (أ ش أ)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة