"لصوص السيارات لا دين لهم"..عاطلان سرقا سيارة مقاول وطلبا فدية 25 ألف جنيه بالخانكة..وعندما دافع عن كرامته بعد سب والدته قررا الانتقام منه..وسكبا عليه بنزينًا وأشعلا النيران فيه وفرا هاربين

الخميس، 23 أكتوبر 2014 09:52 م
"لصوص السيارات لا دين لهم"..عاطلان سرقا سيارة مقاول وطلبا فدية 25 ألف جنيه بالخانكة..وعندما دافع عن كرامته بعد سب والدته قررا الانتقام منه..وسكبا عليه بنزينًا وأشعلا النيران فيه وفرا هاربين اللواء محمد قاسم
كتب أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كعادتهم اليومية تجمع اللصوص فى الجلسة المعتادة فى "قعدة كيف" يتسامرون بينهم لوضع خططهم الشيطانية لتنفيذ جريمتهم الجديدة، وظلوا يرشوف من أكواب الشاى والقهوة المعدة أمامهم، ويسحبون أنفاسًا من سجائر مخلوطة بالمواد المخدرة والمغيبة للعقل التى تساعدهم فى التركيز والخروج من العالم الافتراضى للقدرة على تنفيذ خططهم، حسبما يظنون.

** التخطيط للجريمة والإعداد الجيد لها

وقرروا الخروج فى منطقة قريبة من الطريق السريع لتنفيذ مخطط اليوم، وجهزوا "عدة الشغل"، وهى تشمل أسلحة بيضاء ونارية وغيرها لتسهيل عمليتهم فى السيطرة على السيارات على الطريق، أو فتح السيارات بإحدى طرقهم وحيلهم للوصول إلى غرضهم وهو "الفدية المالية" للمساومة على السيار المسروقة.

وتوجه اللصوص فى طريقهم للبحث عن الضحية الجديدة والسيارة المتميزة، التى يسرقونها لمساومة مالكها، وعثروا فى طريقهم على سيارة "بيجو 301" من الطراز الحديث، والتى لا يقل سعرها فى الأسواق عن 120 ألف جنيه، وبالفعل اقتربوا منها بطريقتهم الخاصة، وأحد توجه لمراقبة الشارع والمواطنين لدى مرورهم، لإرسال إشارات تحذيرية بوجود دخلاء أثناء تنفيذ عملية الفتح والسرقة للسيارة، وما إن انتهوا من جريمتهم حتى استقلوا السيارة جميعًا، وهربوا من المنطقة على الفور.

** اتصال هاتفى بصاحب السيارة للاتفاق على الفدية

وهنا جاءت المرحلة الثانية من الخطة، التى وضعوها فى "قعدة الكيف"، وهى تتمثل فى الوصول لصاحب السيارة وهاتفه المحمول، وذلك بغرض التواصل معه لطلب الفدية، وبالفعل وصل المتهمون إلى رقم هاتف صاحب السيارة، والذى تبين أنه يدعى "علاء.م.ا" وعمل فى مجال المقاولات ويبلغ من العمر 58 عامًا، وهاتهف أحدهم للاتفاق على قيمة الفدية والمكان المتفق عليه للتقابل وتسليمه السيارة مقابل أن يحصلوا منه على النقود كاملة، حسبما اتفقوا عليها.

وتحدث أحد أعضاء عصابة سرقة السيارات ويدعى "محمد.ف.م" وشهرته "محمد الحافى" ويبلغ من العمر 28 عامًا، وأكد له من خلال المواصفات الخاصة للسيارة التى سرقوها بأنها سيارته، وشرح له تفاصيل ومعلومات توجد بالسيارة لا يعلمها غير صاحبها فقط، وفور تأكد صاحب السيارة بأن سيارة بحوزتهم، عرض عليهم أن يعيدوها إليه وسيعطيهم كل ما يطلبونه.

وهنا لمعت أعين اللصوص بعدما أكد صاحب السيارة أنه مستعد لدفع أى مبلغ مقابل إعادة سيارته، فأشار له أحدهم بيديه بالكف الأيمن كاملًا والكف الأيسر يظهر منه إصبعين فقط، ففهم الشاب الذى يتحدث مع صاحب السيارة بالهاتف أن العلامة تشير إلى أن الفدية المطلوبة 25 ألف جنيه، فطلب منه الرقم على الفور، وبدوره وافق صاحب السيارة وطلب الاتفاق على مكان محدد لتسليمهم النقود واستلام سيارته، وحددوا مكان وزمان اللقاء لتنفيذ مهمة "التسليم والتسلم".

** منطقة مهجورة وتنفيذ عملية "التسليم والتسلم"

وتم الاتفاق بالفعل على منطقة سكنية مهجورة فى منطقة الخانكة، وهى مكان الجريمة التى هزت أرجاء البلاد، وفى ساعة متأخرة التقى كل من صاحب السيارة مع اللص الذى تحدث معه هاتفيًا وآخر يدعى "سعيد"، لتنفيذ عملية التسليم والتسلم.

وحضر المتهمان بسيارة المقاول المجنى عليه، والذى عندما شاهد سيارته طار فرحًا فى الهواء لسعادته بعودة السيارة التى دفع فيها الكثير ليقتنيها، وهرع صوبهم وأخرج ظرف من طياته ملابسه، وأظهر لهم النقود ليتأكدوا أنه يحمل المبلغ المطلوب، ليستلم سيارته التى غابت عنه ولم يكن يتوقع عودتها إليه مرة أخرى.

وهنا حدثت شرارة الحدث، وأخرج أحد اللصان لفظًا خارجًا عن الأدب والذوق العام لصاحب السيارة، الذى اشتاط غضبًا ونهره بقوة، مؤكدًا أنه يسرق سيارته أو يسرقه شخصيًا، لكنه لا يتعدى حدوده أو يخرج ألفاظًا تسبب اعتداء شخصيا على كرامته، فازدادت حدة المشادة بينه واللصين، وقررا عدم إعطائه سيارته، وأخذوا النقود والسيارة وضربه أحدهما بقطعة خشبية التقطها من المنطقة قبل التسليم، وهربوا بالسيارة والنقود.

** لحظة الانتقام وحرق صاحب السيارة

وبعد هروب اللصين بالسيارة و25 ألفا المبلغ الخاص بالفدية دون تسليم السيارة لصاحبها، تشاورا فيما بينهما للانتقام من هذا الصاحب الذى اتفقا على أنه لابد من تأديبه لتجاوزه معهما – رغم كونه دافع عن كرامته الشخصية فقط – وقررا الاتصال به مرة أخرى لجر قدميه إليهما مرة أخرى.

واتصل أحدهما به وطلب منه الحضور لنفس المكان المحدد فى اليوم التالى، وشدد على أنه لابد أن يدفع 10 آلاف جنيه أخرى بجانب الـ25 ألفا لكونه تعدى الحدود معهما، وهنا وافق على الفور المقاول صاحب السيارة لتعود سيارته إليه، وتوجهوا جميعًا بالفعل للمكان فى الوقت المتفق عليه.

وما إن وصل اللصان لمكان الواقعة، حتى جهزا معداتهما التأديبية، ولكنها هذه المرة ليست عصا خشبية أو مطواة لطعنه فى مكان يحدث علامة مدى الحياة، ولكنهما فاقا كل ذلك، حيث حضرا جركن بنزين، وعندما وصل المقاول، انقضا عليه كالذئاب وقاما بتقييده، وسكبا عليه البنزين، وأشعلا به النيران انتقامًا منه، وهما تحت تأثير المواد المخدرة التى يضعانها كعادتهما اليومية فى السجار أو الشيشة التى يدخنانها، وتركاه والنيران مشتعلة فى جسده، وهربًا مجددًا بالسيارة والمبلغ الجديد.

** القبض على المتهمين واعترافهما بتفاصيل الجريمة البشعة

رغم وقوع الجريمة فى منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، وحصولهما على سيارة المقاول ومبلغ الـ35 ألف جنيه الفدية، إلا أنهما قررا التوجه لمحافظة جديدة لتنفيذ جرائم سرقة السيارات المتخصصين فيها بالقاهرة، وهنا وقعا فى قبضة رجال الشرطة بمديرية أمن القاهرة، حيث تمكنت القوات من ضبطهما، بتهمة تكوين عصابة تخصص نشاطها فى تتبع المواطنين من أمام البنوك وشركات الصرافة، والاستيلاء على ما بحوزتهم من أموال، وسرقة السيارات كرها عن مستقليها تحت تهديد الأسلحة النارية، ومساومتهم على إعادتها مقابل مبالغ مالية.

وبمناقشتهما بمعرفة اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، أكدا أنهما ارتكبا حادث سرقة السيارة رقم "ر س ف 354" ماركة بيجو 301 سوداء اللون موديل 2014م، الملوكة لـ"علاء.م.ا" 58 سنة مقاول، القتيل الذى تخصلوا منه وأشعلوا فيه النيران.
كما اعترف المتهمان بسرقة السيارة رقم س ج ف 2157 ماركة رينو فلوينس فيرانى اللون موديل 2013م ملك "رجب.ف.س" 28 سنة سائق، ورد السيارة لمالكها عقب مساومته والاستيلاء منه على مبلغ 30 ألف جنيه باستدعاء المجنى عليه تعرف عليهما واتهمهما بالسرقة، فتحرر عن ذلك المحضر اللازم وتولت النيابة العامة التحقيق، وجار تطوير مناقشتهما عما ارتكباه من حوادث أخرى.



موضوعات متعلقة ..


تحويل الأموال عبر الهواتف المحمولة أحدث طرق النصب.. مجهولون يسرقون السيارات ويتواصلون مع مالكيها للحصول على مبالغ مالية لإعادتها.. والضحية يُحول المبلغ ويُفاجأ بالوقوع فى الشَرَك









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم فايد

لو هناك دولة لما حدث ذلك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة