حكومة محلب والإعلاميون.. قطة على نار

حضرت اجتماع المهندس إبراهيم محلب مع الإعلاميين ومقدمى برامج التوك شو، الذى استغرق ما يقرب من أربع ساعات فى حضور العديد من الوزراء منهم، الداخلية والإسكان والصحة والتربية والتعليم والتعليم العالى والثقافة والزراعة ، وأسهب رئيس الحكومة كثيرا فى الترحيب بالحضور وبينهم ملاك الفضائيات وقال: إنه لولا الإعلام ما سقط الإخوان وما كانت 30 يونيو التى أعادت مصر للمصريين، لأن نظام الإخوان أراد تغيير الـ«دى أن إيه» للهوية المصرية - بصراحة تعبير حلو - وعندما بدأ الحوار سألت محلب سؤالا مباشرا: لماذا نحن هنا اليوم؟ فضحك وقال نحن نرحب بكم فى أى وقت ونحتاج للحوار، لأننا فى مركب واحد.. برضه كلام جميل وكلام معقول، لكن لم يسترح له معظمنا حتى نطق أحد الوزراء وقال: يا جماعة خفوا علينا شوية الأسبوع اللى فات كل قناة استلمت كل وزير مننا وهات ياتقطيع إحنا بنى آدمين، ما ينفعش كده، ثم قال وزير التربية والتعليم د. محمود أبوالنصر: إن قناة دريم سبته وقالت إنه كذاب وقاتل، وأن معدة اتصلت به وقالت لو مارديتش دلوقت على حادثة التلميذ اللى مات هانبهدلك، ودخل الدكتور مدبولى وزير الإسكان على الخط وقال: يا جماعة إحنا بنشتغل بضمير للبلد وبلا مقابل، أنا سبت منصب فى الأمم المتحدة، وأضاف: والله أنا مابشوفش ولادى وعلاقتى بيهم بالتليفون.

وبعد هذه المقدمة الوزارية الدراماتيكية والتى تجعلك كإعلامى تشفق على أصحاب الحقائب الوزارية، سألنا الحكومة انتم عاوزين إيه من الإعلام فقال محلب ببساطة: انتقدونا بس بلاش تشتمونا أو تجرحونا، فقلت دى تنفع أغنية وطنية جديدة. وتحدث معظمنا أن الحكومة لا ترد على ما يثار فى الإعلام من مشاكل المواطنين، وأنه لا يوجد مرصد ليتابع شكاوى المواطنين، وأن كثيرا من الوزراء يتهرب من الرد، إما لأنه لا يمتلك ردا أو يطنش من باب إنه كلام إعلام، حسب تعبير أحد الوزراء، وقلت معظم الوزارات لايوجد لديهم متحدث إعلامى، ونحن لا نخترع المشاكل بل ننقلها، وإذا صرخ الناس ولم يجدوا المسؤول حاضرا فسوف تكون العاقبة وخيمة وسنرجع لدائرة اليأس والإحباط الشعبى. وهنا قال محلب: نحن لا يمكن أن نصدر الإحباط للناس وأنا معكم أننا ينقصنا حرفية التعامل مع الميديا، وقال: إن المسؤولين فى المحليات هم سبب المشاكل، لأنهم يهملون شكاوى المواطنين، وأنه رأى بنفسه الإهمال والفساد والفوضى فى القرى، وأن الدولة تعانى من ترهل إدارى، ولذلك ستكون هناك وزارة للإصلاح الإدارى، وتوجد لجنة تعمل لمراجعة التشريعات. تحدث وزير الداخلية فقال: إن الإعلام يضخم ما يفعله الإخوان ثم بعد ثوان قال الإخوان موجودون فى كل أسرة وحصرهم صعب وهم ينتقمون من الدولة، وأعلنوا أنهم يستهدفون الشرطة حتى يناير المقبل، وعليكم كشف ما فعلوه أثناء وبعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، وتحدث عن الجامعات والخلايا الإرهابية من الأساتذة، وقلنا لا بد من مواجهة الفكر بالفكر وأن الحل الأمنى ليس الوحيد للقضاء على الإرهاب.

وفى المجمل شعرت أن الحكومة صعبانة عليه، هم يرون أنهم يعملون والإعلام يسلخهم، والإعلاميون ينقلون معاناة رجل الشارع الذى يتألم من غلاء المعيشة، والحقيقة بين الحكومة والإعلام أشبه بقطة على نار من ينقذها وينقذ الوطن، مسؤول يرى أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان أما الشفافية والتعبير الحر عما هو كائن تلك هى المشكلة وابحثوا عن الحل بعيدا عن الحجرات المكيفة أو السيارات المفيمة.. حفظ الله مصر.